«يا الله يا ربنا، يا ملك الكون، يا من قدستنا بوصاياك، وأوصيتنا أن نضىء يوم السبت»، هذه الكلمات جزء من الصلاة اليهودية المرتبطة بيوم السبت، التى تركت أثرها بعد ذلك فى كثير من الثقافات، وذلك لكون السبت هو يوم العبادة فى هذه الديانة، لكنه بمجىء المسيحية اكتسب هذا اليوم بعدا جديدا، بسبب وقوعه فى أسبوع آلام السيد المسيح.
وفى هذا اليوم يختلط الحزن بالفرح، فالمسيح بعد عشائه الأخير والقبض عليه ومحاكمته وإصرار اليهود على التضحية به وعجز الوالى الرومانى فى إقناعهم بأن هذا الرجل لا يريد شرًا بأحد ثم خضوعه فى النهاية، بسبب خشيته من الشغب الذى من الممكن أن يثيرونه هؤلاء اليهود فى يوم العيد، لكن بعد عملية الصلب والموت، على حد قول الأناجيل، أضىء قبره يوم السبت دليل على أثره الكبير، وفى الحقيقة لقد كان تلاميذه فى حاجة ضرورية لهذه المعجزة، فاليهود كانوا يعيشون نوعا من سكرة الفرحة بالانتقام من المسيح وظنوا أنهم بهذه الطريقة قد قضوا تماما على أفكاره المحبة البعيدة عن جشعهم المادى، واعتبروا أن موته ودفنه هو آخر ما يسمعه الناس عن ابن مريم، لكن إرادة الله كان تدل على غير ذلك، ظلوا هم يحملون دمه وظل هو كلمة من الله فى هذه الأرض.
ويوم السبت، يحتفل المصريون جميعا مسلمون ومسيحيون بهذا اليوم، ويمارسون عددا من الأشياء والطقوس التى يمكن تفسيرها على مستوى الرمز، وكذلك يصبح على المصريين أن يحموا أنفسهم من الشرور ومن الحيات والعقارب التى كانت تختبئ فى القمح فانكشفت هذه الهوام لما انكشف القمح وأصبح حصيدا، ولأن الصيف قادم، تتم صناعة رقية تكتب فى ربع ورقة صغير وتعلق على الحيطان، مكتوبا فيها «الليعما- لليعما- ليعما- يعما- عما- ما-» سبعة أصوات يثقق المصريون من أنها تحميهم من أشياء يعرفونها وأخرى لا يعرفونها، ربما يرمز المصريون للشرور التى تعرض لها المسيح من اليهود.
وتقريبا انتهت هذه الطقوس الشعبية الجميلة التى كانت منتشرة حتى نهاية القرن الماضى، وبدأت تتراجع مثل كثير من الطقوس الجميلة التى كانت تمثل التداخل الجميل بين الدينى والشعبى ولا تعترف بالاختلافات، بل تعدها نوعا من بناء المجتمع وصنع الجمال فى داخله.
ربما تكحيل العيون ما زال البنات الصغيرات والنساء لا يتخلين عنه لكونه دليل الفرحة ودليل اتساع العيون حتى تصبح قادرة على رؤية الحقيقة، خاصة حقيقة الإيمان.