قرأنا فى كتب التاريخ عن حروب كانت تشن ومعارك كانت تدور رحاها لسنين عديدة ومن جراء ذلك يسقط ضحايا ويقع أسرى وتسبى نساء وتضيع قبائل وتصبح فى خبر كان إلى أن يأتى رجل يصلح بين القبائل فيسود السلام ويعم الوئام.
وقد حدثنا التاريخ عن حرب البسوس وحرب داحس والغبراء وحرب الفجار وحتى أن الأساطير التى تحدثت عن الحروب التى كانت تستمر لسنين عديدة لا يخمد أوارها ولا تنطفئ جذوتها لاشك أن لخيال المؤلف دورا فيها.
ولا أعتقد أن تلك الحروب وكل ما نقل عنها يمثل الحقيقة فرأينا مواقف بطولية خارقة للعادة لا يتصورها عقل ولا تقبلها فطرة سليمة حتى أن قصة شمشون الجبار التى صارت مضربا للمثل يلعب فيها الخيال دورا فقد صور خيال مؤلفها أن شمشون هذا إنسان خارقا للعادة استطاع أن يدمر معبدا ويسقط أعمدته وسقفه بقوته الذاتية مضحيا بنفسه فى نظير القضاء على أعدائه.
لاشك أن هذا العمل الخارق للجهد البشرى مسألة تحتاج إلى إعادة نظر لأن هذا العمل كفيل بأن يثقل كاهل الآلات الحديثة فى زماننا هذا وقد ثبت أن المعبد الفلسطينى مازال سليما لم يحطم الأمر الذى يدحض فكرة أسطورة القوة الخارقة لشمشون، وما روى عن عنترة العبسى وما نسب إليه من إتيانه بأعمال خارقة خلال حروبه مع أعدائه، أيضا لا تمثل الحقيقة ومع ذلك لا يمنع من كونه بطلا شجاعا يزود عن الحمى، فلأبطال كثيرون ولا يعيبهم كونهم ليسوا من خوارق العادات.
وقصة حرب طروادة لاشك فى إنها خيال فى خيال جيش يختبئ فى حصان خشبى ويخرج منه الجيش ليلا لينفض على الأعداء ويحقق النصر أحداث لا يصدقها العقل ربما جعلت للتسلية ورفع المعنويات وقد رأينا فى أدبنا الشعبى أمثلة كثيرة لمثل هذه الحروب وصور للبطولة الخارقة التى يلفظها العقل ويأباها المنطق وإنما جعلت للتسلية وقتل الوقت أيام أن كان الوقت بلا ثمن.
حروب - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة