كنا ننتظر لجنة تحقيق فى كوارث «قصر العينى»
هل يمكن أن يصدر قرار إقالة للدكتور حسام قنديل رئيس قسم القلب بكلية طب قصر العينى، لمجرد أنه تجرأ وأبدى رأيه فى المنظومة الطبية داخل مستشفيات جامعة القاهرة ومستشفيات مصر العامة عموما؟ هل نعاقب الرجل وهو العالم والجراح والإدارى الناجح لجرأته فى تعيين ووصف المشكلات التى تعانى منها كبرى المستشفيات الجامعية وأقدمها وأعرقها فى مصر، وأعنى بها مستشفى قصر العينى؟!
الدكتور حسام قنديل فى ندوة بـ«اليوم السابع»، أعلن أن %80 من جراحى القلب فى مصر «ملهمش لازمة وأن مستشفى قصر العينى مليان حرامية»، وهذا التصريح شديد الخطورة وصادم نعم، خاصة عندما يصدر عن رئيس قسم القلب بالمستشفى، لكن هل طريقة التعامل المثلى مع الرجل وتصريحه هو إسكاته وقهره وإبعاده عن منصبه الإدارى؟!
عهدناك يا دكتور جابر نصار مثالا للعالم المخلص والإدارى الناجح الذى يفكر بطريقة غير تقليدية بها الكثير من الإبداع لمواجهة مشكلات جامعة القاهرة وهى كثيرة، فما بالك الآن تتخذ القرار السهل الذى يرضى فى المقام الأول من أغضبهم تصريح الدكتور حسام قنديل؟!
ودعنى أسألك يا دكتور جابر: هل أنت راض عن المستوى الطبى والعلاجى بمستشفى قصر العينى؟ هل أنت راض عن مستوى تأهيل الأطباء والأساتذة والمشرفين؟ هل أنت مطمئن لمستوى الخدمة الطبية فى أعرق وأقدم مستشفياتنا الجامعية؟! وإجمالا هل يمكن وصف تصريحات الدكتور حسام عقل بالكاذبة أو المتجنية؟!
كل يوم نسمع شكاوى عديدة من أهالى المرضى المترددين على قصر العينى وعلى غيره من المستشفيات الجامعية والعامة، وهى شكاوى تبدأ من مستوى النظافة فى المستشفى وتحيط بالخدمة الطبية والعلاجية وأخطاء التشخيص وطريقة تعامل الهيئة الطبية والتمريضية مع المرضى وذويهم، ولأن هذه الشكاوى تأتى مرسلة ومتفرقة، لا يأخذها أحد بعين الاعتبار، بل يبحث كل شاك عمن يسنده بواسطة تمكنه من الحصول على الحد الأدنى من الخدمة الطبية اللائقة، والدكتور حسام عقل لم يقل سوى أن المريض المصرى يعامل كالحيوانات داخل المستشفيات، فهل تجاوز الدكتور حسام بكلماته الحقيقة؟
يا دكتور جابر، الحقيقة دائما صادمة، خاصة عندما تأتى من أحد المختصين وبشكل صريح لا مواربة فيه ولا مجاملة، ومن وجهة نظرى، كان الأولى بك أن تعقد مجموعة اجتماعات مع الدكتور حسام عقل بدلا من إقالته، ليس بهدف لومه أو إدانته، ولكن بوضع خطة للإصلاح والعلاج لكل المشاكل والنواقص التى وضع يده عليها، وفى المرحلة التالية، يمكن أن ينضم جميع رؤساء الأقسام بالقصر العينى إلى تلك الاجتماعات، وبدلا من التراشق بالكلمات أو تبادل الاتهامات، يسهم هؤلاء الأساتذة فى وضع خطة متكاملة للنهوض بالمستشفى العريق، وتحديد الأولويات فى قائمة الاحتياجات للمستشفى، ثم تدبير الموارد لتلبية هذه الاحتياجات.
أليس هذا منهجك فى التصدى للمشكلات يا دكتور جابر؟ لماذا حدت عنه فى حالة الدكتور حسام قنديل، رغم خطورة الموقف كما عبر عنه؟ هل قصر العينى كما يقال عنها حقا «عش الدبابير» الذى لا يمكن لأحد الاقتراب منه؟ الوقائع والقرارات تؤكد ذلك يا دكتور جابر!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة