- نفق سرى من جهاز المحاسبات إلى الجيش القطرى
أريد أن أعرف الآن آراء المدافعين باستماتة عن هشام جنينة باعتباره «دون كيشوت» محارب الفساد؟ أريد أن أعرف انطباع المعارضين على روحهم لكل إجراء احترازى أو عقابى تم اتخاذه ضد جنينة، بدءا من عزله وحتى التحقيق معه، وانتهاء بالتحفظ على الوثائق والمستندات الموجودة لديه فى مكتبه الفنى أو فى الأماكن التى له سيطرة وسيادة عليها بحكم منصبه.
الأستاذ هشام جنينة، كون شبكة واسعة من المراجعين الإخوان والخلايا النائمة بالجهاز المركزى للمحاسبات، لإنشاء أكبر نفق معلوماتى سرى، يتم من خلاله تسريب أهم الوثائق والمعلومات عن الوزارات السيادية والجهات ذات الحيثية الخاصة من الجهاز المركزى إلى القوات المسلحة القطرية، حيث يرتبط هؤلاء المراجعون المعنيون بمتابعة الوزارات والجهات المصرية من ناحية، والتعاقد بعقود عمل لدى القوات المسلحة القطرية من جهة أخرى، ولا مانع من قطع عقد العمل كل سنة شهرا ليتولى المراجع المختص ملء فلاشاته وتليفونه المحمول واللاب الخاص به بصور من الوثائق السيادية المهمة، ثم يهرع إلى كفيله فى الجيش القطرى ليسلمه الصفقة الحرام تحت سمع وبصر الأستاذ جنينة وتحت إشرافه شخصيا، باعتباره مصمم الشبكة وضامنها وحاميها والمدافع عنها عبر إثارة الغبار فى وسائل الإعلام عن الأحوال الداخلية فى مصر.
بالطبع القوات المسلحة القطرية ودولة قطر ليست المحطة النهائية للوثائق المصرية الخطيرة المسربة عبر شبكة «جنينة إخوان ليميتد وشركاه»، فدولة قطر برمتها ما هى إلى مخلب قط وأجهزتها بالكامل مجرد واجهة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية قولا واحدا، ولا يجادل فى ذلك إلا جاهل أو ساذج، أو عدو، وبالتالى فالأمن القومى المصرى بات مكشوفا من خلال ثغرة هشام جنينة فى الجهاز المركزى للمحاسبات الذى بدلا من أن يكون عينا رقابية ساهرة تعين القيادة السياسية على ضبط أمور الدولة، وتمنع الفساد والتسيب وإهدار المال العام، تحول إلى خنجر فى ظهر الوطن.
بنود العقود التى أبرمها جنينة لمراجعيه مع الجيش القطرى بالمخالفة للقانون، تنص على أن يلتزم المحاسبون المصريون بالعمل تحت إمرة قائدهم فى الجيش القطرى ووفق توجيهاته، وأن يلتزموا بالعمل معه فى السلم والحرب وفقا لطبيعة عمل القوات المسلحة القطرية، وفى جميع المواقع ومناطق العمليات الحربية، التى تحددها القيادة العامة، فماذا يعنى ذلك؟
يعنى ذلك أولا أن رجال هشام جنينة الذين يتولون مراجعة مستندات الوزارات السيادية فى مصر يعملون فى مواقع حساسة داخل الجيش القطرى، كما يعنى ذلك ولاءهم الكامل لقياداتهم فى الجيش القطرى، والتزامهم بكل ما يصدر إليهم من أوامر وتوجيهات، فى الظروف السياسية المرتبكة التى تمر بها البلاد، وفى ظل حالة العداء المعلنة من الدوحة للقاهرة.
هشام جنينة وشبكته، لم يبتعد كثيرا عن محمد مرسى المتهم بنفس التهمة بعد تهريبه 55 تقريرًا «سرى جدًا» للمخابرات العامة والحربية عن أعداد الجيش فى سيناء وخطة التسليح وأنفاق رفح، إلى قطر أيضا ومنها إلى الأجهزة الأمريكية والإسرائيلية، الأمر الذى تسبب فى اختراق عدة مناطق أبرزها سيناء وزرعها بالمرتزقة الإرهابيين ومواجهة القوات المتمركزة هناك بالأسلحة المهربة.
هل يجرؤ الآن أيا من كان ليخرج مبررا ودافعا عن هشام جنينة وشبكته الحرام لتهريب وثائق مصر إلى تل أبيب وواشنطن عبر محطة الدوحة؟!
اللهم عليك بكل خائن
اللهم عليك بكل فاسد
اللهم عليك بالأخسرين أعمالا