جمال عبد الناصر يكتب.. هدى وصفى "الأم الروحية" لفنانى المسرح المستقل

السبت، 09 أبريل 2016 08:04 ص
جمال عبد الناصر يكتب.. هدى وصفى "الأم الروحية" لفنانى المسرح المستقل الدكتورة هدى وصفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى كان يرفض فيه الكثير من المسؤولين عن الجهات الإنتاجية بالدولة دعم فنانى المسرح المستقل، ويعتبرونهم لقطاء لا مكان لهم، ولا دعم ماديًا أو معنويًا من الدولة، كانت هناك سيدة عظيمة وصاحبة فكر مستنير ورؤية استشرافية مدت يدها للفرق الحرة مع بداية ظهورها، والتى أطلقت على نفسها فيما بعد «الفرق المستقلة» فى المسرح، وهى الدكتورة هدى وصفى، مدير مركز الهناجر للفنون، ذلك الصرح الذى خرج من كنفه الكثير من الفرق المستقلة، منها مثلًا فرقة «الحركة» لخالد الصاوى، وفرقة «الشظية والاقتراب» لمحمد أبوالسعود، وفرقة «أتيليه المسرح» التى أسسها هشام جمعة، وأدارها فيما بعد محمد عبدالخالق، وغيرها من الفرق التى لولا مسرح الهناجر واقتناع الدكتورة هدى وصفى لما نالت قسطًا كبيرًا من المعرفة لدى المسرحيين والجمهور.
الدكتورة هدى وصفى حولت مركز الهناجر للفنون إلى ملتقى مسرحى، يتوجه إليه كل صاحب فرقة مسرحية مستقلة، أو كل فنان مستقل لديه مشروع مسرحى يريد خروجه للنور، وكانت تلك السيدة تفتح مكتبها، وتقابل الجميع، وتنتقى مما يقدم لها ما تجد فيه مشروعًا متكاملًا ويحمل فكرًا متميزًا، وكانت لديها رؤية وخبرة تستطيع بها أن تقيم المشروع المسرحى، وتتوقع نجاحه، فخالد الصاوى مثلًا عندما كوّن فرقته «الحركة» مع السيناريست سيد فؤاد توجها للدكتورة هدى وصفى، فدعمتهما ماديًا ومعنويًا، ومن خلال الهناجر خرج الصاوى بفرقته، وقدم عدة عروض متميزة، منها مسرحية «الميلاد»، و«أنطوريو وكليوبطه»، و«اللعب فى الدماغ» وغيرها من المسرحيات.
الدكتورة هدى وصفى لو بحثنا عن لقب لنمنحها إياه فيما يخص علاقتها ودعمها للمستقلين واقتناعها بما يقدمونه من مسرح، فسنقتبس لقب «الأب الروحى» لنقول عليها «الأم الروحية» للمسرح المستقل ولفنانى المسرح الحر، فلقب «الأم» عن حق هو خير معبر، لأنها بالفعل تعاملت معهم كأم احتضنتهم فنيًا، وشملتهم بالحماية من كل مهاجم لما يقدمونه.
لذلك يبرز لنا دور عظيم للصرح الثقافى «مركز الهناجر للفنون» بقيادة المايسترو الواعية دكتور هدى وصفى، الوجه الداعم المشرق من وزارة الثقافة، وأيضًا واحدة من المثقفين القلائل الداعمين لحركات التجديد فى الثقافة والفنون، فهذه السيدة فتحت الباب منذ نشأة مركز الهناجرللفنون لدعم شباب الفنانين المستقلين ومشاريعهم بالإنتاج والدعاية، وإتاحة مكان للبروفات والعروض والورش مع مسرحيين من العالم، ولم تكتفِ بذلك، بل استدعت كل المسرحيين من الخارج ليقيموا الورش المفيدة، ويقدموا نتاج تلك الورش كعروض مختلفة وقتها عما هو سائد، لذلك فتلك السيدة تستحق عن جدارة صناعة تمثال لها، وإطلاق اسمها على قاعة المسرح بمركز الهناجر أقل ما يقدم لها.


موضوعات متعلقة..


البيت الفنى للمسرح يتجاهل اليوم العالمى للمسرح والمستقلون يحتفلون به









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة