كريم عبد السلام

مغالطات خالد فهمى حول سوريا والعراق ومصر

الأحد، 01 مايو 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكن لأى باحث منصف أن يتجاهل حالة الحرب التى تخوضها مصر
كتب خالد فهمى الباحث المتخصص فى التاريخ المعاصر مقالا تحت عنوان « مش أحسن ما يكون حالنا زى سوريا والعراق؟»، يتندر فيه على هذه العبارة الدالة التى أصبحت مفهوما سياسيا يستدل به على مجموعة من الخيارات، للشعوب التى قررت أن تواجه مشروع العنف المفرط والفوضى الخلاقة، الذى قررته الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون للمنطقة العربية.

يتصدى خالد فهمى بعدته البحثية لاختبار وإعادة توجيه العبارة السابقة، لتتحول من مفهوم سياسى له دلالاته المستقرة الواضحة، إلى مفهوم نقيض تماما يحمل دلالات عكسية، ويحمل أسباب الخوف من مصير الفوضى والدمار فى سوريا والعراق للنظام الحاكم فى مصر والحكام العرب، وليس للمشروع الأمريكى الغربى الضاغط بالأسلحة والأموال لتفتيت المجتمعات وتسليح الطوائف والإثنيات ودفع البلاد المستهدفة إلى الحرب الأهلية بطرق استخباراتية متقدمة.

وفى سياق إعادة ضبط المفهوم السابق يقع الباحث خالد فهمى فى مجموعة من المغالطات الفادحة التى لا يقع فيها باحث مبتدئ، وهو الأمر الذى يدفعنا إلى اتهامه بالتحيز السافر وتغليب الهوى السياسى على الموضوعية ونسيان ما تعلمه وما علمه عن أصول المنهج العلمى، باختصار يغيب الضمير والمصداقية تماما عما كتبه خالد فهمى فى هذا المقال، حتى إنه يندرج فى طائفة الكتابات الموجهة التى تتبناها الصحف ووسائل الإعلام الغربية، وفى مقدمتها بى بى سى التى يستشهد بها كثيرا.

أول مغالطة يقع فيها خالد فهمى أنه يزيف حالة مصر ويصورها كأنها لا تتعرض لحرب حديثة مخابراتية ومعلوماتية، ومحاولات لتفتيت مجتمعها إلى طوائف متناحرة، وتوجيه ضربات قاصمة لها تمهيدا لإسقاطها اقتصاديا وحصارها، باختصار يتعامل خالد فهمى مع الحالة المصرية على أنها حالة دولة مستقرة لا تواجه أى عدوان خارجى، ثم يمد الخيط على آخره ليعلن أن إغلاق المجال العام وتقليص الحريات هو ما يؤدى إلى صناعة حالة سوريا والعراق داخل مصر.

استمرارا للمغالطة السابقة، يماهى خالد فهمى بين صورة السيسى وبين اثنين من الحكام الطغاة فى العالم العربى، أصحاب التجارب الدموية والاعتداءات على شعوبهما بالأسلحة لحماية عروشهما، وفى هذا الطرح من الباحث نوع من الكذب السياسى الفاضح والتلوين المغرض والتوجه فاقد المصداقية، فالسيسى هو من حمل رأسه على كفه ووقف ضد الإخوان وهم فى السلطة لحماية الشعب من بطشهم، وهو رجل المؤسسة العسكرية التى لم توجه يوما رصاصة ضد أحد المواطنين، فلم يكن يوما «صدام» الذى قصف فصيلا من شعبه بالأسلحة الكيماوية فى حلبجة، ولم يكن الأسد الأب الذى قتل مواطنى حماة فى قصف بالطائرات، أو الأسد الابن الذى ارتكب مجازر ضد أبناء شعبه ولا يزال، والقول بذلك طعن فى العسكرية المصرية وترديد لخطاب غربى مغرض وموجه.

تجاهل خالد فهمى لحالة الحرب التى تخوضها مصر على كل المستويات والتركيز على مجموعة من أخطاء الشرطة وتضخيمها لتصوير الأمر باعتباره طغيانا للأجهزة الأمنية وتغولها على المواطنين، هو نفس الخطاب المخابراتى الغربى المشوه لنجاحات أجهزة الأمن فى سحق الإرهاب الإخوانى، فالباحث لم يكلف نفسه عناء رصد عدد ضباط وأفراد الشرطة الذين خضعوا للمحاكمة والعزل وغيرها من العقوبات جراء تورطهم فى اعتداءات وتجاوزات ضد المواطنينة.

نعم هناك أخطاء لابد أن نواجهها ونصححها فى ملف الشرطة وتعاملها مع المواطنين، لكنها تظل أخطاء لأجهزة أمن يقظة تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب وضد دعاة عدم الاستقرار، وفى مواجهة توابع الانفلات الأمنى والانتشار الرهيب للأسلحة المهربة من دول الجوار، ويا ليتنا نرصد معا عدد الشهداء الذين قدمتهم الشرطة طوال السنوات الثلاث الماضية لنعرف طبيعة الحرب التى تخوضها الدولة بنجاح، لحفظ الاستقرار.

يا دكتور خالد.. راجع أفكارك وتحلِ بقليل من الموضوعية، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة