وقال سيد الهادى لـ"اليوم السابع"، إن ثلاثة حفظ الموتى بالسويس تتسع إلى 67 جثة وهى مجهزة بأحدث الثلاجات والمعدات ويوجد اهتمام بنظافتها لأعلى درجة، وبسبب النظافة بها أقوم بتسميتها دائما "الفندق" وعندما يسألنى أى أحد أين أنت تليفونيا أقول له على الفور أنا فى الفندق، فيعلم المتصل أننى متواجد بمقر ثلاجة حفظ الموتى، فهى حاليا أنظف من الفنادق من حيث النظافة والاهتمام بها ليل ونهار لأنه من الهام الاهتمام بها.
وأضاف سيد الهادى، أننى أعلم تماما كما يعلم الجميع أن المواطن يخاف عندما تاتى امامة سيرة ثلاجة حفظ الموتى أو المشرحة أو حتى عندما يسير من أمامها، ولكن الأمر بالنسبة لى ولمن يعملون معى عادى جدا، وأنا أتعامل مع أسرتى بشكل طبيعى ولا يوجد ما يعرضنى للقلق ولا يخافون مهنتى وفى أوقات كثيرة آخذ أولادى معى إلى هنا ويتواجدون معى ولا يحدث أى تأثر أو خوف من أى شىء، فنحن مؤمنين بالله ولا نخاف من شىء على الإطلاق وهذا ما قمت بتعليمة لأولادى أن لا يخافوا سوى من الله فقط.
وأضح سيد الهادى، أننى أعلم تماما أن البعض يتحدث عن العفاريت وغيرها، وأؤكد أننى هنا لم أر شيئا والأمر عادى ويوجد عامل معى ينام ليلا بالمشرحة ويصر على غلق الأنوار ليلا لأنه لا يحب الإضاءة وينام عادى جدا ولا يحدث أى شىء، مؤكدا أنه يوميا قبل دخوله للمشرحة يستعيذ بالله ويدخل وكل شىء يكون طبيعيا ويمارس عمله اليومى بشكل طبيعى جدا.
وكشف الهادى، عن تعرض مسئول كبير بالسويس للخوف خلال تواجده بثلاجة حفظ الموتى، فعندما كان المسئول بالمشرحة لمتابعة حادث كبير صدر صوت من ماكينة المياه فخاف المسئول وهرب خارج المشرحة، مسرعا ثم قمنا بتهدئته وإبلاغه أن ما صدر من صوت هو بسبب ماكينة المياه فقط وليس ما تخيله وتسبب فى فزعه، وأننى أؤكد أنه يجب نزع الخوف من داخلنا ويجب أن يكون الإيمان بالله دائما بداخلنا.
وأكد سيد الهادى، أن أكثر الأيام دموية فى تاريخ مشرحة السويس والذى شهد أكبر عدد من الجثث داخلها هو يوم 28 يناير 2011 المعروف باسم " جمعة الغضب " فكانت توجد بالمشرحة وقتها 19 جثة للشهداء من الشباب أبناء السويس وهو يوم لن يمحى من ذاكرتى طوال حياتى ومازالت كل تفاصيله فى ذاكرتى، فهو كان يوما صعبا جدا شهدته السويس وعانى منه أبناء السويس ونحن معهم عانينا بالفعل.
وشدد الهادى، أن أصعب موقف ممكن أن أتعرض له داخل المشرحة عندما أشاهد جثة طفل تدخل المشرحة من خلال الحوادث المتكررة وخاصة الطرق، فالأطفال فقط يتسببون فى ألم نفسى داخلى عندما أشاهدهم جثث يدخلون إلى ثلاجة الموتى، فلا أستطيع النظر لأى جثة طفل أمامى طويلا فهو أمر صعب ومؤلم.
وأشار الهادى، أن 75% من الجثث التى تدخل إلى هنا فى ثلاجة حفظ الموتى بالسويس هى نتيجة لحوادث الطرق بالسويس والمتكررة باستمرار للأسف والتى يسقط أعداد كبيرة من الضحايا بسببها، مطالبا بضرورة وقف نزيف الدم بالطرق للحفاظ على سلامة وحياة المواطنين، أما الـ 25% الأخرى فهى قضايا قتل ومشاجرات يصل جثث الضحايا الخاصة بها إلى هنا.
وكشف الهادى، أن كثيرا تعرضت ثلاجة حفظ الموتى بالسويس للاعتداء والتكسير من أسر القتلى والضحايا، ونحن نحاول أبعاد الشرطة عن الاحتكاك بالجمهور وخاصة منذ ثورة 25 يناير ونحن نقول لمن يحاول الاعتداء على المشرحة إذا أردت أخذ الجثة فخذها لن نمنعك ولكن ستعود بعد ذلك من أجل شهادة الوفاة، وهو ما حدث قبل ذلك خلال ثورة 25 يناير.
وأوضح الهادى، أن الإجراءات القانونية التى تتبع منذ وصول أى جثة حتى دفتها هى من أجل الحفاظ على مصلحة الأسر وحقوقهم وحق المتوفى ويجب على المواطنين أتباعها، مؤكدا أن كل ما يتردد أنة يتم اخذ اجزاء من متوفين بعد نقلهم للمشرحة هى شأعات تتردد ولا حقيقة لها، فمن واجبنا جميعا الحفاظ على جثة المتوفى وأن نكرمه بالحفاظ عليه قبل دفنه.
وطالب سيد الهادى، أن يتوقف الناس عن ذكر أسم المشرحة فهى اسمها ثلاجة حفظ الموتى ولا أعلم لماذا الإصرار على ذكر كلمة المشرحة باستمرار.
موضوعات متعلقة..
مصرع 3 وإصابة 14 فى حادث تصادم بطريق الجدى بالسويس
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عفيفى
ماهذة القصة وتفاهة الكلمات بجيب ولادى وواحد خاف وجرى ماهذة المقالات الهيفة ارحمونا من هبلكم