كل الأزمات التى تحدث فى العالم هناك طريقة ما لتجاوزها أو على الأقل التخفيف منها، ونحن لا يمكن أن ننكر أن هناك توترا بين القاهرة وروما بسبب قضية جوليو ريجينى، وما زال البحث مستمرًا بين الطرفين للوصول لحل هذه الأزمة، لكن فى ظل ما يفعله السياسيون من محاولات فإن الجانب الثقافى يملك دورا سحريا لكونه قادرًا على تخفيف التوتر النفسى بين الشعوب.
وحدث أمس الأول أن توافد الإيطاليون على أكاديمية الفنون بروما فى يوم «التمّيز المعمارى»، بعدما أعلنت بلدية روما، إدراج «الجناح المتحفى بالأكاديمية المصرية للفنون بروما» ضمن قائمة المزارات الفنية والسياحية بالبلدية، وهو ما يعتبر إنجازًا ثقافيًا ذى مردود سياحى فى هذا الوقت الدقيق التى تمر به العلاقات المصرية الإيطالية.
ومن قبل فى يوم 27 أبريل تم إدراج المعرض الفنى لتوت عنخ آمون والمقام بالجناح المتحفى بمقر الأكاديمية المصرية للفنون بروما برئاسة الدكتورة جيهان زكى، على قائمة المزارات الفنية والسياحية لـ«بلدية روما»، ويومها أكد حلمى النمنم، وزير الثقافة أن المعرض يلقى الضوء على الثقافة والحضارة المصرية، وهو ما يشبع رغبة المواطن الإيطالى فى معرفة تاريخ الحضارة المصرية، كما أنه يعزز التقارب والتفاهم بين البلدين، ويعكس عمق العلاقة بين مصر وإيطاليا وتقدير الإيطاليين للحضارة المصرية.
هذان الحدثان فى أقل من 20 يوما يمكن لهما أن يفتحا مجالا فى قلب الإنسان الإيطالى وأن يفعلا ما لا يمكن للسياسة أن تفعله، وذلك لكون الثقافة ستقدم جانبا إيجابيا بالتأكيد وستصنع تيارا معتدلا، لأن الإنسان الذى ذهب طواعية لزيارة أكاديمية الفنون ومتحف الملك الذهبى توت عنخ آمون هو بالتأكيد مواطن يتميز بشيئين، الأول أنه لم يخلط الأمور جميعها ويضعها فى سلة واحدة فيتداخل لديه السياسى بالثقافى بالمجتمعى والشىء الثانى أنه إنسان حر يشكل رؤيته للأحداث حسب وعيه هو وإدراكه.
علينا أن نعمل على الاستفادة من هذه الأمور، لأن دولا كثيرة فى أوروبا وغيرها وشعوبا أخرى كثيرة أيضا تتابع ما يحدث فى إيطاليا وتنتظر الكيفية التى ستنتهى عليها الأزمة المصرية الإيطالية ثم يتخذون قرارات، لذا علينا أن نكثف تركيزنا ونعرض لهذه الزيارات من الإيطاليين والتى وصفتها، رئيسة الأكاديمية بالكثيفة وغير المسبوقة، ونعرض صورها، كما يجب على إعلامنا فى مصر أن يهتم بها حتى نكسر الصورة النمطية عن التوتر بين الدولتين وكذلك نؤثر فى الرأى العالمى ونخفف من توتره.