السؤال عنوان هذا المقال طرحه الرئيس السيسى على اللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، خلال افتتاح 32 مشروعا خدميا بـ14 محافظة من موقع الإسكان الاجتماعى بمدينة بدر، وفور طرح الرئيس للسؤال، ضج الحاضرون من المسؤولين وقيادات الجيش بالضحك، لأن السؤال يكشف الفارق الهائل بين معسكرين فى مصر، معسكر يسابق الزمن، وينحت فى الصخر لتعويض سنوات الهدر والفساد والانهيار، حتى يكون بلدنا أفضل للأجيال المقبلة، ونفر قليل فى المعسكر الثانى الهدام لا يفعل شيئا إلا استغلال وسائل التواصل والاتصال المفتوحة للتشويه والسخرية وإدارة الحرب النفسية على عموم المصريين ليفقدوهم الثقة والأمل والتفاؤل بالمستقبل.
السؤال الذى طرحه الرئيس بأدب جم، يحمل من الدلالات الكثير، فهؤلاء الذين ينتهزون أى فرصة لتشويه الإنجازات، لا يهمهم الشعب المصرى وأولوياته، فهم الذراع الإعلامية التخريبية، شأنهم شأن الذراع التخريبية المسلحة التى تستهدف رجال الشرطة والقوات المسلحة، لا هدف لهم إلا الهدم ، واستغلال عدم إدراك البعض من المصريين لطبيعة ما يتحقق على الأرض ليشيعوا فيهم اليأس، وعندما يشيع اليأس يسهل على اليائس فعل أى شىء من الانتحار الفردى إلى الانتحار الجماعى بالعمليات الإرهابية أو تخريب المصالح العامة والخاصة
ولذلك أيضا، طلب الرئيس من المسؤولين التنفيذيين ورجال الإنجازات والمعجزات فى الهيئة الهندسية أن يصارحوا الشعب بالحقائق، وتفاصيل المشروعات التى تم الانتهاء منها أو ما زالت فى حيز التنفيذ، هل كان أحد يصدق أن كل من يستحق وحدة سكنية يحصل عليها دون محسوبية أو رشوة أو سمسرة، هل كان أحد منا يتصور حل مشكلة العشوائيات خلال عامين وهى المشكلة التى تفاقمت خلال الثلاثين عاما الأخيرة، وأصبحت مثل السرطان تحيط القاهرة الكبرى والمدن الرئيسية بالمحافظات، وتفرض قانونها الحياتى على مصر بأسرها.
لم يلجأ الرئيس إلى تجاهل مشكلة العشوائيات المزمنة وتركها للأغنياء وأصحاب النفوذ ليواجهوها على طريقتهم بالاحتماء داخل كومبوندات مرتفعة الأسوار، تحرسها شركات الأمن الخاصة، دون السؤال ماذا يفعل غير الأغنياء من الأغلبية الكاسحة التى لم تجد من يرفق بها على مدار عقود، وتعرضت للجوع الفعلى بسبب سياسات النهب المنظم والاحتكار، ولم يؤجل الرئيس المعركة وهو من يواجه أزمات اقتصادية طاحنة وحروبا على جبهات عدة، بل قرر أن يلزم وزارة الإسكان والهيئة الهندسية للقوات المسلحة ببناء أكثر من خمسمائة ألف وحدة سكنية خلال عامين، حتى يجد كل من يسكن فى عشوائيات خطرة مسكنا ملائما يصون كرامته وكرامة أسرته، وحدد لذلك مهلة لا يمكن تجاوزها
الذين يعملون إلى جوار الرئيس أو يقتربون من دوائر صنع القرار يعرفون معنى أن يعطى السيسى حيزا لتنفيذ مشروع، يعنى أن يتابع بنفسه تفاصيل المشروع يوميا، وما تم الانتهاء منه وتناسب ما تم الانتهاء منه مع تصوراته أم لا، ويا ويله المسؤول المقصر أو غير المتحمس أو الذى يقدم الأعذار بدل أن يبتكر الحلول.
تصوروا أن هذه الروح والإرادة التى تسعى إلى حرق المراحل وتعويض المصريين عما فاتهم من فرص للتنمية، تلقى من الطابور الخامس وكتائب الإخوان الإرهابيين ومن لف لفهم وطبعا الأعداء الغربيين المتربصين، السخرية والتشويه والإساءة الوقحة، لدرجة أن واحدا من التافهين المأجورين كتب يقول: إن السيسى يريد عسكرة الدولة، وأن تعمل كل القطاعات المدنية بأداء الهيئة الهندسية!
تخيلوا العمى والكراهية عندما يتمكنان من الخصوم، يا أعمى ، أى مواطن سليم النية يحب بلده يتمنى أن تكون فعلا كل قطاعات الدولة مثل الهيئة الهندسية فى تفانيها وانضباطها وقدرتها على تحقيق الإنجازات فى أزمنة قياسية.
اللهم احفظ لمصر جيشها وجنب شعبها مكر العملاء والكذابين والمأجورين، وأرنا يا رب فى كل خائن رعديد ما يستحق.. آمين.