دندراوى الهوارى

رسائل مهمة للرئيس السيسى شخصيا.. تدق ناقوس الخطر «1»

الإثنين، 16 مايو 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سلسلة مقالات تضع النصيحة أمام الرئيس بعد مرور عامين من حكمه.. بالأدلة والوقائع


بعد مرور عامين كاملين من فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، أى نصف مدة حكمه، حقق إنجازات، مغلفة بالمعجزات، ولا يمكن أن ينكرها إلا أهل الشر، الذين نذروا أنفسهم فى تدمير هذا الوطن، متقاطعين مع كل القيم الدينية والأخلاقية والوطنية، وتفوقوا فيما يحملونه من كراهية وحقد دفين، على كل ما يحمله أعداء مصر فى الخارج.

ورغم هذه الإنجازات المهمة، لم تجد تسويقا احترافيا، ولم تجد صدى قويا فى الشارع، وظهرت جماعة الشر أقوى فى تبنى حملات التشويه، مستغلة منابر إعلامية أكثر ضجيجا، وكتائب السوشيال ميديا، بينما كانت الحكومة بأكملها، تتبنى سياسة رد الفعل، وليس مبادرات التسويق الاحترافى.

لكن التقييم الحقيقى من وجهة نظرى وبالوقائع والأدلة التاريخية منها، والحالية، بعد مرور عامين من حكم الرئيس السيسى، تتمثل فى عشرات المبادرات والاجتماعات التى دعا إليها الرئيس السيسى مع النخب السياسية والمثقفة ونشطاء، كما ركز فيما يتردد على مواقع التواصل الاجتماعى، وبدأ التفاعل معها بشكل مبالغ فيه، من وجهة نظرى، خاصة إن كل الاستحقاقات الرسمية من انتخابات وغيرها، لم يكن لوسائل التواصل الاجتماعى أى تأثير حقيقى بها.

الاجتماعات التى دعا لها الرئيس مع النخب السياسية والمثقفة، والنشطاء، طوال العامين الماضيين، جدول أعمالها مفعم بالنوايا الحسنة من جانب الرئيس، ومحاولة صادقة للحوار وإزالة أى لبس، أو غموض يكتنف أى قضية من القضايا المثارة على الساحة، وإطلاع النخب على حقيقة الوضع وما يتعرض له الوطن من مخاطر، انطلاقا من أرضية وطنية، وشفافية، والتأكيد على أن الجميع شركاء فى هذا الوطن.

لكن وبمرور الوقت، ورغم كل هذه الاجتماعات، رأينا هؤلاء يخرجون، وكأن الرئيس لم يلق على أذانهم أى شىء يتعلق بحجم المخاطر، بل ويزيدون من الشعر بيتا من خلال المزايدات السمجة، وتدشين المصطلحات العتيقة والتى ثبت من خلال الممارسة على الأرض فشلها، وأن مخاطرها وأضرارها أكثر من نفعها، وأن لا جدوى منها.

كما أثبتت الاجتماعات أن هناك انفصاما رهيبا وشاسعا، مساحته بنفس اتساع مساحة بٌعد السماء عن الأرض بين كل النخب، والشارع، بداية من الاهتمامات، وفقه الأولويات، والتفهم للظرف التاريخى الذى تمر به البلاد، وفى مواجهة الكوارث والعواصف والمخاطر التى يتعرض لها الوطن، والثقة المطلقة فى المؤسسات، خاصة العسكرية، وأن الشارع، تاجر أفعال، أما النخب جميعهم، فتجار كلام وشعارات فقط، ومن ثم اندثر تأثيرهم تماما، وأصبح الشارع أكثر سرعة، وفهما، وقدرة على مواجهة التحديات من النخب.

كما لاح فى الأفق أن الرئاسة، وفى ظل انغماسها، واستغراقها فى تفاصيل اجتماعات النخب، وملاحقة ما يتردد على وسائل التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتويتر»، تناسى الجميع، الشعب المصرى الحقيقى، ملح الأرض، العمال والفلاحين، والطبقة الوسطى، العمود الفقرى لهذا الوطن، والتى تمثل الشعبية الجارفة للرئيس السيسى من بينها.

الفلاحون فى كل نجوع وقرى ومدن المحافظات، لم يخرج منهم شخص واحد ينادى بمطلب فئوى واحد، ولم يخرج فى مظاهرة، أو يقطع طريقا، ويعمل فى ظروف وبيئة سيئة، ومع ذلك تجدهم يقفون فى الصفوف الأولى للدفاع عن مقدرات أوطانهم، عندما يهدده خطرا، وأن أبناءهم يمثلون العمود الفقرى للجيش المصرى العظيم، ويرون فيه مصنعا لإنتاج الرجال، كون طبيعة القوات المسلحة وقوانينها وأخلاقياتها تتشابه إلى حد التطابق مع طبيعة وقوانين الفلاح المصرى فى الصعيد والوجه البحرى المستمدة من منظومة عادات وتقاليد، قوامها الأخلاق والمروءة والرجولة، وإعلاء القيم الوطنية.

ومع ذلك لم تقرر الرئاسة الاجتماع مع هذا الظهير الشعبى الجارف أو زيارتهم فى محافظاتهم، رغم ما يمثلونه من عمق استراتيجى للنظام، وما يمثلونه من إعصار هادر فى حالة خروجهم، مثلما حدث فى 30 يونيو، يملكون أدوات التأثير المطلق، وهو ما يعطى انطباعا بأن الرئاسة ربما لا تعى أو غير ملمة بخريطة التركيبة السكانية.

وللحديث بقية غدا من خلال سرد وقائع مهمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة