مروة جاد الله

كى لا ننسى

الثلاثاء، 17 مايو 2016 06:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرت ذكرى نكبة فلسطين فى الخامس عشر من شهر مايو، الذكرى الثامنة والستين لنكبتنا جميعًا.
مرت 68 عاما على أكبر جريمة سرقة فى العصر الحديث، سرقة وطن بأرضه وسمائه بأهله وأنهاره ولم يحرك العالم ساكنا.

مرت 68 عاما كاملة ولم يحاكم أحد، مرت 68 عاما ولم يحاسب أحد، مرت 68 عاما ومازال اللصوص يعيشون يستمتعون بسرقاتهم على مسمع ومرأى من العالم كله، مرت 68 عاما وولدت أجيال متعاقبة فى الشتات بلا وطن مازالت تحلم بالعودة ولكن مرت 68 عاما ولم يعد أحد.

68 عاما ولدت خلالها أجيال ممن بقى أجدادهم داخل أراضى فلسطين بعد عام 1948 ليعيشوا مهمشين مضطهدين ممن سرق الأرض والعرض.

68 عاما مرت ومازال السؤال يتكرر بداخلى بلا إجابة: ماذا لو كنت مكان الأجداد يوم 15 مايو 1948 وما سبقها وما تلاها من أيام؟ ماذا لو بقيت من الأحياء والذين نجوا من مجازر العصابة الصهيونية فى أكبر عملية إبادة جماعية؟ ماذا كنت أختار إن خيرت بين الرحيل من الأرض التى ولد عليها آبائى ودفن بين ثراها أجدادى لأعيش غريبا أنا وأبنائى وأحفادى فى انتظار يوم العودة الذى قد لا يأتى وبين أن أبقى فى أرضى التى لم تعد لى ولم يعد لى فيها حتى بطاقة هوية تحمل اسم وطنى لأعيش بهوية عدوى، أعيش تحت سماء وطنى التى يرفرف عليها علم سارقيها؟! ماذا كنت أختار حينها؟! أأرحل لأعيش غريبا بلا هوية أم أبقى لأعيش مقهورا بهوية القاتل؟!

68 عاما لم أجد لهذا السؤال إجابة، وربما لن أجدها أبدا، 68 عاما مرت على أبناء وأحفاد من اختار الرحيل، وأبناء وأحفاد من اختار البقاء، أجيال متلاحقة تعيش كل يوم مرارة الفقد لوطن سرقه من يمنح إخوانهم داخل أراضيهم هوية مواطن درجة ثانية، 68 عاما مرت ومازال ملايين الفلسطينيين والفلسطينيات داخل أراضيهم المحتلة وخارجها فى الشتات مازالوا جميعا فى انتظار وطن اسمه فلسطين.
لا من اختار الرحيل نسى العودة، ولا من بقى نسى سارقى الأرض.

لا من اختار الرحيل وجد له هوية بديلة، ولا من بقى تقبل هوية محتليه.
68 عاما ولم يتحرك ضمير هذا العالم إن كان لهذا العالم ضمير، لا ملايين الشتات الذين يعيشون أجيالا وراء أجيال بلا هوية تحرك لها ضمير الإنسانية، ولا ملايين الداخل الذين يعيشون مضطهدين مطاردين داخل كيان عشوائى عنصرى.

68 عاما ولم نسمع من يطالب بمحاسبة السارق ولا القاتل، لم نقرأ بيانات المنظمات الحقوقية فى العالم وهى تطالب بالإفراج عن مئات بل آلاف الأطفال والنساء والشباب المعتقلين والأسرى، لم نلمح دموع الناشطين حول العالم حزنا على آلاف الضحايا الذين قتلوا على مدى سنوات ومنهم من قتل بدم بارد أمام عدسات الكاميرات وعلى الهواء مباشرة تحت سمع وبصر الإنسانية المزيفة لعالم فقد ضميره.

68 عاما ولم نستطع أن ننتصر لأنفسنا ولا لأبنائنا ولا لأحفادنا فى قضية سرقة بالإكراه وقتل مع سبق الإصرار والترصد، قضية محسومة منذ 68 عاما، ومازالت فى انتظار من يدافع بحرفية وإصرار ومن يحكم بنزاهة وضمير حى، وحتى يولد الاثنان يبقى الوضع على ما هو عليه ويبقى ملايين الفلسطينيين يدفعون كل يوم فى الداخل والخارج ثمن صمت العالم أجمع على أكبر عملية سرقة وطن فى التاريخ.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة