أول مرة يخاطب الرئيس «إسرائيل» لتحقيق السلام فى المنطقة
لأنه عروبى بالدرجة الأولى، فإنه لم ولن ينسى قضية الشعب الفلسطينى، وهى القضية الأم فى المنطقة، وستظل فلسطين هى المحور الرئيسى للسلام فى الشرق الأوسط كله، لهذا كله خصص الرئيس عبدالفتاح السيسى جزءًا كبيرًا فى خطابه أمس للحديث عن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقدم عدة رسائل موجهة للإسرائيليين، لعلهم يعودون إلى رشدهم.. أولى الرسائل التى قالها السيسى هى: «إن شواغل القضية الفلسطينية الآن هى إحياء عملية السلام، لمحاربة الإحباط واليأس الذى يعيش فيه الشعب الفلسطينى».
الرساله الثانية هى أن السيسى يلتقى برؤساء كثير من دول العالم والوفود وأعضاء الكونجرس ورؤساء وفود الجاليات اليهودية، حيث قال: «دائمًا أقول لهم الخطوة التى نفذت تقريبًا منذ أكثر من 40 سنة هى اللى عملت سلام حقيقى، وكتبت فى تاريخ المنطقة صفحة مضيئة للسلام بين الشعوب»، وقال: «لم يكن أحد فى وقت توقيع معاهدة السلام يرى أنه ممكن يبقى فى سلام حقيقى مستقر بالشكل الموجود بين مصر وإسرائيل بعد معاهدة السلام، ولكن الواقع ومرور الزمن أكد أن هذا الأمر ممكن يتحقق بشكل جيد».
الرسالة الثالثة التى قالها الرئيس السيسى هى أن «السلام بين مصر وإسرائيل ليس دافئًا على حد قول البعض، ولكن هذا السلام سيتحقق ويكون أكثر دفئًا فى حالة التمكن من حل مسألة القضية الفلسطينية، وإعطاء أمل للفلسطينيين فى إقامة دولة، وضمانات لكلا الدولتين لتحقيق أمن وأمان كلا الشعبين واستقرارهما، وأنه فى حالة حل هذه القضية سنعبر مرحلة صعبة مكتوبة فى التاريخ بشكل قاس ومؤلم، وسنقضى على إحباط ويأس حقيقى، ونطرح هذا الكلام، والحالة اللى موجودة لو تم حلها، ولو قدرنا نحقق بجهد وإرادة حقيقية وإخلاص حلًا لهذه المسألة فى إيجاد أمل للفلسطينيين وأمان للإسرائيليين، سنكتب صفحة أخرى جديدة لا تقل، ويمكن تزيد على ما تم إنجازه فى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التى مر عليها أكثر من 40 سنة».
والرسالة الرابعة هى مطالبة السيسى الفلسطينيين بتوحيد الفصائل المختلفة، قائلًا «مطلوب منكم توحيد الفصائل المختلفة، وتحقيق مصالحة حقيقية، ومصر مستعدة تقوم بهذا الدور حتى نضع بإخلاص ومسؤولية فرصة حقيقية لإيجاد حل لهذه القضية التى طال انتظارها».
أما الرسالة الخامسة، فهى مطالبة السيسى القيادة والأحزاب الإسرائيلية بالتوافق من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية، مضيفًا: «أقول للإسرائيليين إن هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام»، وأن هناك مبادرتين، عربية وأخرى فرنسية، من أجل حل القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه لو تحقق السلام فى المنطقة سيتغير وضع الشرق الأوسط للأفضل، وأن مصر لا تستهدف دورًا رياديًا، لكنها مستعدة لبذل كل الجهود التى تسهم فى حل المشكلة.
هذه هى أخطر 5 رسائل أرسلها الرئيس السيسى للعالم، لكى تتم إعادة الحقوق الفلسطينية، ويتم حل مشاكل أعقد قضية فى العالم، وهى القضية التى تسببت فى وجود الأنظمة الديكتاتورية، وتسببت فى زرع الإرهاب فى المنطقة، وبسببها تحولت المنطقة إلى جزر منعزلة، وتخلفنا مئات السنين، وأصبحت القضية الفلسطينية هى أم الكوارث التى بسبب تداعياتها نعيش فى أسوأ الظروف، ولا أبالغ إذا قلت إن ظهور داعش والقاعدة وغيرهما من الجماعات المتطرفة جاء بسبب ضياع فلسطين، وسيطرة العدو الصهيونى، ويبدو أن الرئيس السيسى أراد أن يعود السلام فى المنطقة، ولهذا فإنه اختصها برسائل خطيرة ربما يستمع إليها قادة إسرائيل التى أشك أنها ستستجيب لأى دعوة للسلام، لأنها دولة حرب ودمار.