تمتلك مصر الكثير من الآثار التى تنتمى لكل العصور التاريخية المعروفة، ما يجعلها تتفوق على الموجود فى أية دولة أخرى فى العالم، والمعروف أن هذه الآثار هى المادة الخام التى تنشأ منها المتاحف، فلسنا فى حاجة إلى التحايل أو التظاهر لنقول للناس إننا أهل تاريخ وحضارة، فالقطع الأثرية المكتشفة كل يوم، والأخرى الموجودة فى المخازن تكفى لإقامة عدد خيالى من المتاحف، والدليل على ذلك عدد القطع التى تنقل يوميا إلى المتحف المصرى الكبير الذى يتم العمل فيه حاليا.
لكن مع هذه الوفرة الأثرية هناك بعض الأسئلة التى نوجهها لوزارة الآثار، مستغلين اليوم العالمى للمتاحف الذى يمر اليوم، فنقول لهم، لماذا لم يتم فتح متحف الفن الإسلامى حتى الآن، مع أن تصريحات المسؤولين تؤكد أن العمل فيه انتهى قبل بداية العام الحالى وأنه جاهز للافتتاح؟! والمعروف أن هذا المتحف، الذى يعد أكبر متحف فن إسلامى فى العالم، قد تأثر بشدة بالتفجير الذى أصاب مديرية أمن القاهرة منذ قرابة العامين ونصف العام، لذا فإن عودته للحياة رسالة قوية ضد الإرهاب، ونحن نحتاج أن نوجه له هذه الرسالة فى الوقت الحالى، هذا غير الإفادة التى سيحققها المتحف فى الجانب السياحى، وهو أمر ضرورى جدا.
نحن لا ننكر أن الوزارة لديها مشكلات مادية، حتى إن الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، صرح فى بداية الشهر الجارى بأن أغلب المتاحف التى ذهب لزيارتها، منذ تولى منصبه، وجدها مغلقة من بعد ثورة 25 يناير بسبب ضعف الإمكانات المتاحة، وهذه حقيقة لكن ألا يمكن الفتح الجزئى لهذه المتاحف حتى تساعد فى استكمال الناقص فيها.
وطبعا السياحة والآثار بينهما علاقة قوية، فتأثر الأولى يلقى بظلاله على الثانية، ولعل المتاحف تعانى منذ فترة طويلة مما يحدث على أرض الواقع، لكن يجب أن تكون الخطوات التى تسعى إليها وزارة الآثار لحل تلك المشكلات مدروسة جيدا وغير متسرعة، وفى الفترة الأخيرة اتخذت الوزارة قرارات مهمة منها، القرار المتعلق بزيارة تلاميذ المدارس مجانا للمتاحف والمناطق السياحية، وأعتقد أنه لو كان بسعر رمزى لكان أفضل، وهذا الدخل يخصص لبناء المتاحف، والقرار الثانى هو فتح باب المتاحف ليلا، وأعتقد أنه أمر إيجابى تماما، ولقى الكثير من الموافقة خاصة أنه سيتم بالتدريج، بمعنى أنه سيبدأ فى متاحف معينة وأيام محددة.
لا نريد أن نمثل ضغطا على وزارة الآثار، لكن نريد أن نفكر معهم، وأن نستغل اليوم العالمى للمتاحف، ونخاطب وزارة التربية والتعليم، مطالبين بأن تصبح المتاحف ومحتوياتها جزءا من المنهج التعليمى للتلاميذ فى المرحلة الأساسية، لأن ذلك سينمى فى داخلهم أشياء كثيرة منها حب الوطن والانتماء إليه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة