اختفت الطائرة من على الرادار فى تمام الساعة 2.45 فجر اليوم الخميس، وفقدت الاتصال بأبراج المراقبة، وسط حالة من الجدل والفرضيات الكثيرة لأسباب جميعها منطقى، الأمر الذى يفرض على كافة الجهات الرسمية والغير رسمية حالة من الترقب والانتظار لإعلان إحدى تلك الفرضيات كسبب وراء تحطم الطائرة.
وفى الوقت الذى ننتظر فيه إعلان التصريحات الرسمية بالسبب الحقيقى وراء تحطم الطائرة، بعد انتهاء عمليات البحث والإنقاذ التى تقوم بها القطع البحرية وطائرات القوات المسلحة المصرية يعاونها فى ذلك اليونان وفرنسا وقبرص وأمريكا وإيطاليا وانجلترا، يمكننا أن نغلب العقل ونرتب الفرضيات والمعطيات المتوفرة لدينا حتى الآن، لنضيق حلقة البحث بين الفرضيات المختلفة للخروج بأقرب السيناريوهات وأكثرها اتساقًا مع المنطق لتكون سبب تحطم الطائرة المصرية.
بالنظر للفرضيات والسيناريوهات المطروحة لتحطم الطائرة، نجد أول تلك السيناريوهات التى لا يمكن البعد عنها بل إنه يعد الأكثر احتمالًا أن السبب الحقيقى وراء تحطم الطائرة من واقع التصريحات الرسمية والمعطيات المتوافرة يتمثل فى "حادث إرهابى" حيث رجح خبراء أن قنبلة وضعت على الطائرة التى أقلعت من مطار شارل ديجول تسببت فى انفجارها فى الجو.
ثانى الفرضيات يتمثل فى وجود خطأ من الطيار، حيث تحدث نصف حوادث تحطم الطائرات بسبب أخطاء الطيارين، إذ يقع على عاتق الطيار الكثير من المهام الصعبة والدقيقة التى تتطلب الكثير من التركيز والتى تشمل التنقل من خلال الطقس الخطير، والاستجابة للأعطال الميكانيكية وتنفيذ انطلاقة آمنة وهبوط سليم، وتحدث بعض الحوادث عندما يسىء الطيار فهم المعدات، أو يخطئ فى تقدير الأحوال الجوية أو يفشل فى التعرف على الأخطاء الميكانيكية، وقد تتحطم الطائرة عندما يعجز الطيار فى السيطرة على الطائرة فى بعض اللحظات الحرجة.
أما السيناريو الثالث، فيميل إلى وجود خطأ ميكانيكى، وهو الأكثر شيوعًا وراء تحطم أى طائرة، ويمثل نحو 22% من جميع حوادث الطيران، إذ يختلف الخطأ الميكانيكى عن خطأ الطيار، فعند فشل النظام أو إصابته بأى تلف يصبح الطيار تحت رحمة الطائرة، وتحدث بعض الأخطاء الميكانيكية بسبب عيب فى تصميم الطائرة، فعلى سبيل المثال تحطمت طائرة فى رحلة الخطوط الجوية التركية إلى فرنسا عام 1974 بسبب خلل فى تصميم مزلاج الباب الخاص بالبضائع.
ومن بين السيناريوهات المطروحة، هو سوء حالة الطقس، حيث تحدث نحو 12% من جميع حوادث تحطم الطائرات بسبب الظروف الجوية مثل العواصف والرياح الشديدة وحتى الضباب الذى يمكنه التسلل إلى الطيارين والمراقبين الجويين، كما تشكل الصواعق بشكل خاص خطورة كبيرة، فعندما يضرب البرق طائرة تتعطل فى نواح كثيرة، فدائما ما تتسبب حوادث البرق فى انقطاع الكهرباء واشعال خزانات الوقود والأنابيب، ليس هذا فقط، بل هناك سببًا رابعًا، يتجه إلى الأخطاء البشرية التى تتسبب هى الأخرى فى نحو 7% من حوادث الطائرات وتحدث دون قصد من قبل المراقبين الجويين، إذ تتسبب أخطاء مراقبة الحركة الجوية إلى تعطل الطائرات فى الجبال وهبوطها على المدارج وحتى الاصطدام فى الجو.
أكدت تصريحات المسئولين أن الطائرة اختفت فجأة من على شاشات الرادار فى تمام الساعة 2.45 صباح الخميس، وهنا يجب التأكيد أنه فى حالة وجود عطل فنى، فإن قائد الطائرة سيكون لديه متسع من الوقت لإرسال إشارات استغاثة إلى أبراج المراقبة، وهو ما لم يحدث حسب التصريحات الرسمية لوزارة الطيران المدنى، والمسئولين بشركة الملاحة الجوية، والعميد محمد سمير، المتحدث العسكرى، الذين أكدوا جميعًا أن الطائرة لم ترسل أى إشارات استغاثة قبل اختفائها من على الرادارات، وأن آخر اتصال لها كان مع برج المراقبة فى اليونان، وذلك قبل اختفائها بـ 10 دقائق.
ويرجح عدد من خبراء الطيران والأمن المصريين والأمريكان، احتمالية وقوع عمل إرهابى، بشكل كبير، حيث أكد "جوليان براى"، أحد خبراء الطيران، فى تصريحات لوكالة بريس اسوسيشن البريطانية نقلتها صحيفة "الإندبندنت"، أن انقطاع الاتصالات بشكل مفاجئ مع عدم إرسال تحذيرات مسبقة تلاه انحراف فى حركة الطائرة، يقودنا إلى التفكير فى نوع من النشاط الإرهابى وهذا احتمال كبير، فيما اتجه "ويل جيدز"، مدير شركة أمنية خاصة، إلى أنه حتى وإن تأكد أن الطائرة أصدرت إشارة استغاثة، فهذا لا يستبعد وجود عمل إرهابى، لأن التفجير لا يتسبب بالضرورة فى التفجير الفورى للطائرة.
تجدر الإشارة أيضًا إلى تصريحات فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسى، الذى أكد فى تصريحات إعلامية، عقب اختفاء الطائرة، أنه لا يمكن استبعاد أى فرضية حول اختفاء الطائرة، الأمر الذى شدد عليه أيضًا شريف فتحى، وزير الطيران المصرى، حيث قال فى مؤتمر صحفى اليوم، " لا ننفى فرضية أن يكون حادث الطائرة المفقودة عملًا إرهابيًا".
وقال شريف فتحى، خلال المؤتمر الصحفى، إنهم يتفادون أى تصريحات مبنية على فرضيات بأن الحادث إرهابى، أو أخرى تقول إنه ناتج عن عطل فنى، مشيراً إلى أنهم يرغبون فى أن تكون هناك مصداقية فى التصريحات.
ورد وزير الطيران، على آراء تبنت سقوط الطائرة نتيجة عطل فنى حدث لها فى 2013، قائلًا: "ده كلام فاضى، ولا يمكن أن تسير طائرة إذا كان بها عطلا".
وفى إطار استبعاد سيناريو الأعطال الفنية، أكدت عدة تقارير صحفية فى الصحف الإسبانية، أن فرضية تحطم الطائرة نتيجة أعطال فنية، أمر مستبعد، حيث أن الطائرة صنعت عام 2003، وهو ما يعنى أنها ليست قديمة الصنع.
موضوعات متعلقة..
الطائرة المصرية تحول خوف فرنسا على منشآت يورو 2016 إلى رعب بسبب الجماهير واللاعبين.. رئيس المخابرات يُحذر من خطورة داعش على كأس أوروبا.. العبوات الناسفة أخطر سلاح.. وإلغاء البطولة هاجس يراود الجميع
وزير الطيران فى مؤتمر صحفى عالمى: الحديث عن عطل فنى وراء اختفاء طائرة مصر للطيران كلام فاضى.. ولا نستبعد فرضية العمل الإرهابى.. والرئيس وجه بالاعتماد على الحقائق وليس التنبؤات
سجل حوادث الرحلات الجوية فى مصر.. مصرع 952 شخصًا فى 11 حادثة طيران.. إسرائيل تسقط أول طائرة فى سيناء.. وتفجير طائرة "البطوطى" ووفد عسكرى الأكثر غموضا.. وسقوط الطائرة الروسية فى شرم الشيخ الأبرز
الرئيس الفرنسى فى مؤتمر عن اختفاء الطائرة المصرية: لا نستبعد أى فرضية فيما يتعلق بطائرة مصر للطيران المفقودة.. ونحشد جهودنا لتحديد الأسباب.. فرنسوا هولاند: اتخذنا جميع التدابير للتعاون مع مصر واليونان