أحمد أيوب

مقتل وإصابة الأمة العربية

الجمعة، 20 مايو 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا خبر عاجل، أفاد به مراسلونا من كل أنحاء الأمة العربية، مقتل وإصابة عدد ليس قليلا فى كل دولة، سيارات لإسعاف تهرول فى كل العواصم العربية، حالة الرعب تجتاح الميادين، اختر ما شئت من بلاد العرب وتتبع أخبارها ستجد إنها ملطخة بالدماء.

لا يمر يوم إلا والعشرات من بنى العرب يتساقطون ظلما وزورا، لم تختلف الأسباب، فهى واحدة والموت واحد، من مات بقنبلة مثل من فجرته عبوة ناسفة أو راح ضحية انتحارى حقير حصد من الأرواح ما يستعصى على العد، لا فرق، فالموت إرهابا وعنفا وصراعا مصير كتب على الأمة العربية لا فرار منه، الموت كأس وكل الناس شاربه، لكن كأس الموت عند العرب مؤلم، كله سم زعاف، قتل مفخخ بالكفر، فالقتل بين العرب على الدين، مسلم يقتل أخيه، عربى يفرح فى دم شقيقه، لم يعد بين العرب من يقول لأخيه ما قاله هابيل لقابيل "لئن بسطت إلى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك" فكل العرب أبناء قابيل، لم يعد بيننا من يرحم، وإنما بيننا دم وعنف وخراب، قبل أن ترفع يدك فأنت مقتول مقتول ياعربى، هكذا العرب، يا قاتل يا مقتول، من لم يمت بالإرهاب، مات بغيره، وغيره أنواع لا تعد ولا تحصى لكنها حصرى على العرب، ذبحا أو حرقا أو قطعا بالسيف، حصاد الموت يوميا بالمئات، وأضعاف الرقم مصابين أغلبهم أصبحوا هم والموتى سواء.

شرك نصبه لنا الغرب ووقعنا فيه بغباء نستحق عليه جائزة الأوسكار فى الإبداع والتفرد فى التخلص من بعضنا وبأيدينا، ندفع المليارات فى شراء سلاح نقضى به على أمتنا ونشوه ديننا ونسفك دماءنا، ننفق ببذخ على قنوات من أجل تشويه بعضنا والتحريض المتبادل واستباحة أعراضنا وفضح أسرارنا، يا أمة ضحكت من جهلها الأمم، غيرنا يربون أبناءهم على الإبداع والإنتاج ويزرعون فيهم قيمة العمل وحب الحوار وقبول الآخر، ونحن نعلم أبناءنا حمل السلاح وقطع الرقاب والسخرية من الرموز وتشويه الآخرين وبث الفتنة، غيرنا يصنعون أجيالا تعمل وتبدع من أجل الحياة، ونحن نخلق باحثين عن الموت، أصبحنا غثاء كغثاء السيل، لا رجاء منا ولا أمل فى صلاحنا.

لن ينقذنا إصلاح الخطاب الدينى لأننا لا نعرف الدين من الأساس، ولو كنا نعرفه ما جرؤ نفر منا أن يرتكبوا كل هذه الجرائم باسمه، لو نفهم الدين الذى ننتمى إليه ما انقسمنا شيعة وسنة، ولا مسلمين وكفرة، ولا مجاهدين وطاغوت، لو كنا نعرف الدين ما تأمر بعضنا على بعض، ولو كنا عرب نعرف معنى عروبتنا وتاريخ مجدنا ما خانت بعض دولنا الأمة كى ترضى سادتها فى الغرب، وما نقل القتلة فى طائرات تركية وبأموال المسلمين كى يمارسوا الإرهاب والدمار فى ديار المسلمين من سوريا إلى مصر وليبيا، الدين من أفعالنا براء، والعروبة تبكى حالها على أيدينا، لو نطقت للعنتنا حتى يوم الدين، فهل نستفيق ونتعلم الدرس ونفهم أننا أغبياء، هل نصارح أنفسنا ونعترف أننا أجرمنا فى حق أمتنا وديننا، أم أننا سنظل نكابر ونتستر على فشلنا.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة