هى صدمة تعيشها أوروبا بكل ما تحمل كلمة «صدمة» من معانى، ففى هزيمة نكراء لكل الأصوات العاقلة أظهرت النتائج الأولية للانتخابات النمساوية تقدما كبيرا لحزب اليمين المتطرف النمساوى على حساب الحزب الاشتراكى الديمقراطى، ولا تحسب أن هذا الأمر بعيد أو أنه لا يخصنا، فالنمسا ليست دولة «هينة» ومعنى أن يترأس هذه الدولة ذات الدور الملموس فى الاتحاد الأوروبى «يمينى متطرف» هو أننا سنواجه موجة كبيرة من موجات التطرف ضد العرب والمسلمين سواء فى داخل أوروبا أو فى خارجها، وهذا يعنى أيضا أننا على أعتاب حرب معنوية كبيرة، ففوز رئيس «يمينى» بمقعد رئاسة دولة أوروبية مهمة يعنى أننا سنعانى من زيادة فى تشويه صورة كل ما هو عربى أو إسلامى، ويعنى أيضا أننا سنهزم فى الجولة الأولى لأى معركة مستقبلية متوقعة قبل أن ندخلها، لأننا أصبحنا بحكم الشعب الأوروبى «متطرفين» وعلينا أن ندافع عن أنفسنا كمتهمين لا كـ«بشر».
«أنتم لا تستحقون رئيسا وسطيا، ليتفاوض معكم، فالتطرف لا يقابل إلا بالتطرف» هذا هو لسان حال النمسا الآن ولسان حال قطاع كبير من أوروبا التى تنازلت عن تاريخها «الوسطى» الذى يعلى من قيم الحرية والتسامح ولو حتى «شكليا» لتعلن وجهها المتشدد تجاه كل ما هو غريب عنها، فلو تأكد فوز نوربرت هوفر، مرشح اليمين المتطرف عن حزب الحرية النمساوى، فى انتخابات الرئاسة، بعد حسم أصوات المقيمين بالخارج سيكون أول رئيس يمينى فى الاتحاد الأوروبى من الحرب العالمية الثانية وللأسف فإن فرص «هوفر» فى الوصول إلى مقعد الرئاسة كبيرة خاصة بعد حصوله على 51.9% وحصول «ألكسندر فان دير بيلين» المدعوم من الحزب الاشتراكى الديمقراطى، على نسبة 48.1%، من الأصوات من داخل النمسا.
اقرأ معى «سيكون انتصار نوربرت هوفر تاريخيا» واقرأ أيضا «يعد اليمين المتطرف فى النمسا من أكثر المعارضين للاجئين» واقرأ أيضا «استفاد اليمين فى انتخاباته الأخيرة من تنامى حالة الغضب من المهاجرين، خاصة بعد أن أصبح المزاج العام فى النمسا أقل تسامحاً» هذا ما تناقلته المواقع الإخبارية الأجنبية بعد تنامى فرص فوز «هوفر» بالانتخابات النمساوية، وبرغم أن منصب الرئاسة فى النمسا منصب شرفى، لكنه فى نهاية الأمر يملك صلاحيات حاسمة منها قدرته على إقالة الحكومة، وفى الحقيقة فإنه حتى لو لم يفز «هوفر» بهذه الانتخابات وهو احتمال ضئيل فإن القلق واجب أيضا، لأن الأجواء فى أوروبا الآن أصبحت مشحونة ضد كل ما هو عربى أو إسلامى، وعلى أى مرشح «وسطى» أو اشتراكى أن يبرهن على عدم تفريطه فى مصالح أوروبا مقابل مصالح الغرباء، وهكذا تتعقد المسألة، فلو فاز اليمينيون فسنكون على موعد مع التطرف المكشوف، ولو فاز غيرهم فإنهم سيزيدون على اليمينيين فيما يتعلق بقضايا اللاجئين والعرب والمسلمين والقضية والفلسطينية أى باختصار فإن العالم يفقد رشده الآن وجميع الاحتمالات «مفتوحة» وللأسف أيضا فأننا سبب هذا الجنون وغدا سأذكر لك الأسباب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
صــــــــــــــــــــــــــــــح النــــــــــــــــــــــــــوم !!!!!!