لا يشعر المصريون بحبهم الشديد لبلدهم إلا وقت الشدة أو الأزمات وهذا يظهر بوضوح وبكل قوة على مدار الأحداث الصعبة التى يمر بها البلد، وهو ما حدث مع فاجعة الطائرة المصرية التى سقطت وتم العثور على حطامها وأشلاء الضحايا فى شمال الإسكندرية ولم يتم التوصل إلى أسباب سقوطها حتى الآن، على الرغم من كفاءة الطائرة وطاقم الطائرة، مما يستبعد بشكل كبير أخطاء بشرية ووسط تكهنات بعمل إرهابى أدى إلى سقوطها وتفجيرها وبين كل هذه الفرضيات ننتظر الحصول على الصندوق الأسود للطائرة، الذى سوف يكشف عن أسباب سقوطها بهذا الشكل المفجع والمؤلم الذى أنهى حياة 66 إنسانا كبيرا وصغيرا نساء ورجالا.. وتوحد المصريون حول مصابهم الجلل وآلامهم وتباروا وتسابقوا فى الدفاع عن بلدهم وعن "مصر للطيران" وأسطولها الجوى العظيم الذى تأسس من عشرات السنين، ويشهد لها العالم أجمع ومؤسسات وشركات الطيران الكبيرة ومنظمة "الإيكاو" بالكفاءة والقوة، كما يشهد العالم أجمع بكفاءة الطيار المصرى الذى حصل على كل العلوم والمهارات التى منحته التميز والمهارة والأداء رفيع المستوى، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعى إلى حملة دعائية للمصريين وغيرهم من أجل السفر على الشركة الوطنية والثقة فى طياريها والعاملين بها، وأعرب الجميع من المصريين أو حتى العرب والأجانب عن المشاركة فى حملة الدعم وانضم للمصريين فنانون عالميون محبون لمصر مثل الموسيقار العالمى "يانى" وغيره، ويعتبر كل ما سبق دليلا كبيرا على الحب والانتماء لهذا الوطن الذى لا نملك غيره والذى يواجه التحديات الصعبة من الأزمات الاقتصادية ومن ميراث الفشل والفساد الذى نما وترعرع من عشرات السنين ومن الحصار والتآمر الدولى لضرب السياحه وتركيع الاقتصاد كما حدث فى سقوط الطائرة الروسية وغيرها من الحظر الذى فرضته بعض الدول الأوروبية من السفر للسياحة فى مصر ومن الإرهاب الذى يواجه مصر والمنطقة العربية التى تعانى من شبح الإرهاب والتقسيم والتفتت.
وبالرغم من كل هذه الآلام والتحديات تقف مصر شامخة أبية عصية على الانكسار أمام أعدائها الذين يضمرون الشر لها، فلم ولن ينجح أهل الشر فى المساس بمصر بالرغم من أموالهم الكبيرة وشروروهم ومؤامراتهم ودعمهم للإرهاب اللامحدود، وذلك بسبب قوة بلدنا وقوة وتوحد الشعب المصرى وثقته فى هذه القوة وفى قيادته الوطنية، الآن تتسابق المعدات المصرية والقوات المسلحة لانتشال حطام الطائرة المصرية واستخراج الصندوق الأسود لمعرفة سبب سقوطها المريب، الآن تسخر مصر كل مؤسساتها ورجالها لمعرفة الحقيقة وراء سقوط الطائرة، هذه هى مصر القوية التى تتخطى الأزمات والآلام والصعاب وتقف حائلا أمام محاولات نشر اليأس وافتعال الأزمات المتتالية حتى لا تستطيع أن تعبر إلى آفاق جديدة بعد الثورات والتحديات التى تواجه المنطقة، ولكن علينا جميعا أن نلتف حول بلدنا نحبه ونبذل الكثير والكثير من العمل والجهد من أجل تنميته ونشر الأمل فى غد وفى المستقبل الذى سوف يحقق كل ما نحلم به ونطمح إليه والثقة دائما بأن مصر كبيرة وستنتصر بإذن الله.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة