غريب أمر مصر ومؤسساتها مع مبدعيها ومثقفيها، فهى لا تمنحهم حقهم ولا توفى بوعودها لهم، ومن ذلك ما حدث مع الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى الذى رحل عن عالمنا فى 21 إبريل 2015، وحينها سارع الدكتور عبدالواحد النبوى وزير الثقافة آنذاك، وأعلن عن جائزة باسم الشاعر الكبير تنظمها الوزارة، وكان ذلك لفتة طيبة من النبوى، وأمر يستحقه الشاعر الكبير دون مجاملة.
حدث ذلك يوم 30 مايو 2015، أى بعد أقل من 10 أيام على رحيل الشاعر، حينها كان عبدالواحد النبوى متواجدا فى أبنود فى قنا يفتتح متحف السيرة الهلالية فى مسقط رأس عبدالرحمن الأبنودى، وأعلن أن وزارة الثقافة المصرية ستنظم جائزة لشعر العامية المصرية باسم الخال، ومن بعدها لم نسمع شيئا عن الجائزة حتى جاء شهر ديسمبر من العام نفسه، وبعد كثير من السؤال والإلحاح عن الجائزة ومواعيدها وطرق التقدم إليها أعلنت الإدارة المركزية للشؤون الأدبية والمسابقات بالمجلس الأعلى للثقافة، عن مسابقة المواهب الأدبية فى دورتها الرابعة باسم الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى، وتقدم إليها من تقدم ومنذ أقل من أسبوع تم إعلان الفائزين فى الجائزة، لنتأكد بعدها أن المقصود باسم الأبنودى هو مجرد دورة تحمل اسم الشاعر الكبير، وأنها فى المرة المقبلة سوف تحمل اسم مبدع آخر، وقد استقرت الوزارة على اختيار اسم صبرى موسى ليكون اسمه هو بطل الدورة المقبلة من مسابقة المواهب الأدبية، وبالطبع ليس هناك اعتراض على اسم الكاتب الكبير.
والذى نفهمه من هذا الأمر أنه لا توجد جائزة باسم عبدالرحمن الأبنودى، وأن الأمر كان مجرد شو إعلامى من الدكتور عبدالواحد النبوى، وزير الثقافة السابق، لم يتجاوز الأمر فكرة الحديث فى مؤتمر صحفى أمام حشد من الإعلاميين وأسرة الشاعر، الذين كانوا موجودين فى افتتاح المتحف، أما الكاتب الصحفى حلمى النمنم، والذى جاء للوزارة بعد عبدالواحد النبوى، فلم يشأ أن يصارحنا ويوضح لنا الأمر، فقد اكتفى بإطلاق اسم الشاعر الكبير على إحدى دورات مسابقة موجودة أساسا، وتركنا وقتا طويلا نظن أنها مسابقة خاصة باسم الأبنودى تحمل اسمه كل عام، وتسعى لاكتشاف مواهب جديدة ومميزة فى الأدب والثقافة المصرية.
والسؤال الذى يطرح نفسه ألا يستحق عبدالرحمن الأبنودى بإبداعه المميز جائزة تحمل اسمه، بالطبع هناك الكثيرون الذين يستحقون ذلك من كبار مبدعينا، وليس هناك اعتراض عليهم، لكن فى مسألة الأبنودى الأمر يكمن فى أن الدولة هى التى وعدت، ونحن لم نطالب الدولة إلا بما قاله مسؤولوها، هم وعدونا بمسابقة أدبية فى شعر العامية تحمل اسم الخال، إذن فليكن ذلك.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة