يوسف أيوب

لماذا يزور الشيخ محمد بن زايد مصر؟

السبت، 28 مايو 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا يزور الشيخ محمد بن زايد مصر؟.. العلاقة بين القاهرة وأبوظبى لا تقتصر فقط على الثنائى، أو المشروعات الإماراتية فى مصر، بل تتعداها إلى القضايا الإقليمية والدولية أيضاً، وربما يفسر ذلك الزيارات المتتالية التى يقوم بها الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات للقاهرة، فخلال شهر واحد زار الشيح محمد القاهرة مرتين، وخلالهما كان محور النقاش بينه وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى أوسع نطاقاً جغرافياً عما نعتقده نحن.

الحديث بين مصر والإمارات يدور حالياً حول عدة ملفات إقليمية، منها بالطبع البحث عن حلول سياسية للأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية واليمن وسوريا وليبيا، خاصة فى ظل وجود هدف مشترك يقوم على ضرورة الحفاظ على كيانات ومؤسسات الدول العربية، خاصة التى تواجه أزمات داخلية، بما يحمى وحدتها الإقليمية، ويصون مقدرات شعوبها، لذلك فإن النقاش المصرى الإماراتى يأتى فى إطار أيمان البلدين بأن التعاون والتضامن العربى كفيل بصد كل التحديات والتدخلات الخارجية التى تسعى أطراف وجهات عدة من خلالها إلى زعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة، كما أنهما يحاولان البحث دوماً عن آلية لدمج الجهود العربية والدولية لإيجاد الحلول السلمية للصراعات التى تشهدها دول المنطقة فى أقرب وقت ممكن، بما يسهم فى إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية.

من المهم هنا الإشارة إلى أن زيارة الشيخ محمد هذه المرة جاءت بعد حديث الرئيس السيسى عن مبادرته لإحياء العملية السلمية للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، وهو ما يشير إلى تنسيق المواقف بين البلدين، خاصة أن الأمر الآن بدأ يأخذ طريقاً جديداً بعد تبنى العديد من الدول العربية والأوربية والولايات المتحدة والفصائل الفلسطينية لهذه المبادرة، كما أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن سيتحدث اليوم أمام وزراء الخارجية العرب عن جهود إحياء العملية السلمية، وفى القلب منها ما طرحه الرئيس السيسى قبل أيام من أسيوط، لذلك كان من الضرورى أن يحدث تشاور مصرى إماراتى فى هذا الشأن، قبل أن يتحدث أبو مازن من القاهرة، وفى انتظار الموقف الجديد من الحكومة الإسرائيلية عقب انضمام الوزير المتشدد إفيجدور ليبرمان إليها وتوليه حقيبة الدفاع.

أمر آخر لا يمكن أغفاله فى الملفات محل الاهتمام الثنائى، وهو قضية الإرهاب، فمصر والإمارات يؤكدان دوما على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة الأخطار التى تهدد الأمن القومى العربى، وكذلك السلم والأمن الدوليين، لاسيما فى ظل اتساع دائرة انتشار الإرهاب الذى أصبح لا يعرف حدوداً، وهناك تأكيد أيضاً على ضرورة محاربة التطرف والإرهاب بشتى صوره وأنواعه ومسمياته مهما كانت دوافعه ومبرراته وبكل الوسائل الممكنة والعمل على تنسيق وتكامل الجهود بين الدول فى هذا الشأن، ولا ننسى أن الإمارات أكدت أكثر من مرة على لسان الشيخ محمد بن زايد وقوفها مع مصر وشعبها فى مكافحة الإرهاب.

هذه قضايا مهمة تسيطر دوماً على الأحاديث بين القاهرة وأبوظبى، لكنها للأسف لا تأخذ نفس الاهتمام الذى تأخذه القضايا الثنائية، التى استحوذت على الاهتمام، بعدما فاقت الإمارات كل التوقعات وهى تؤكد دعمها لمصر، فموقف الإمارات من مصر ثابت ولم ولن يتغير، وهو ما يؤكده دائماً قادة الإمارات ومسؤولوها خلال زياراتهم المتكررة لمصر أو فى أى مناسبة، فمصر دائماً فى قلب كل إماراتى، ويكفى ما قاله الشيخ محمد الأربعاء الماضى، حينما أكد أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصمام أمان فى منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل استراتيجى وأمنى فى المنطقة، وأن الإمارات تدعم مصر وتدعم حق شعبها فى التنمية والاستقرار والنمو، آخذاً فى الاعتبار ما تنفذه مصر من مشروعات تنموية.

بالتأكيد مواقف الإمارات تجاه مصر لا يمكن وصفها إلا بالمشرفة والمساندة لإرادة الشعب المصرى، خاصة فى الدعم الاقتصادى الذى قدمته بعد 30 يونيو 2013 التى كان آخرها ما أعلن عنه الشيخ محمد بن زايد فى إبريل الماضى، حينما أمر بتقديم مبلغ 4 مليارات دولار دعماً لمصر، ملياران منها توجه للاستثمار فى عدد من المجالات التنموية فى مصر، وملياران وديعة فى البنك المركزى المصرى لدعم الاحتياطى النقدى المصرى.

لكل هذا يزور الشيخ محمد مصر بشكل دائم، فهو ضيف عزيز عليها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة