أكرم القصاص

"جارديانيون" أكثر من "الجارديان" أرامل المهنية "الأفرنجى"

الإثنين، 30 مايو 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن اعتذار صحيفة الجارديان عن تقارير مراسلها المزيفة، أثار قلق من اعتادوا التعامل مع هذه التقارير على أنها «منزلة»، وبعضهم بنى عليها تحليلات ونظريات، ويصدمه أن يكتشف أنه تغذى على طبيخ فاسد. ولهذا غضبوا وبدأوا حملات دفاع عما لايفهمون. وليس لهذا علاقة بكون الشخص معارضا أم مؤيدا. والأمر يتجاوز الجارديان لغيرها.

بالطبع هناك غموض من صمت الصحيفة على مراسل يضرب موضوعات منذ 7 سنوات، الجارديان سبق ونشرت تقارير عن مصر اتضح خلوها من المعلومات، وبصرف النظر عن الموقف من مبارك وأسرته، كانت الجارديان أول من نشر تقارير الـ70 مليارا، واستند إليه كثيرون لكونه نشر فى الجارديان، واتضح أن التقرير كله منقول من كلام على شبكة الإنترنت بلا توثيق. مثل كثير من التقارير، لصحف مايزال بعض «الزعران» يبغبغون بها. ولا نعرف ما فائدة أن يتحدث البعض عن المهنية. وهو يستعمل قمامة معلوماتية.

طبعا هى صدمة لمن يعانى من شعور بالدونية، أو يتكسب من ترويج هذه التقارير. هؤلاء أكثر من صدمتهم الاعتذارات، وأن يكتشفوا أنهم يتغذون على معلومات مزيفة أشبه ببالات الملابس المستعملة التى تأتى من الغرب. ولهذا يواصلون الدفاع عن مصداقية، اعترف أصحابها بالفبركة، غير قادرين على التمييز بين الحقيقة والخيال، ولا بين الرأى وتشجيع فرقة كرة قدم.

الكيد يحكم البعض ممن يتعاملون بانحياز مسبق، أو يتباهون بتزيين مقالاتهم بمقتطفات أجنبية كدليل على الاطلاع، حتى لو كانوا يقتاتون على « فبركات»، ومازالوا. ربما لأنهم يخاطبون جهات بعينها فى الخارج، أكثر مما يخاطبون مواطنيهم.

هؤلاء «أرامل المهنية المكشوفة»، حزانى أكثر من أصحاب المشكلة نفسها. لدرجة أن صحيفة الجارديان نفسها اعتذرت فى بيان لها، عن فبركة مراسلها بالقاهرة، عندنا من يصر على أن التقارير المفبركة ليست عن مصر، بينما البيانات والتقارير تقول أنه كان مراسلا للصحيفة فى القاهرة وليس فى المريخ. أو اعتبار الاعتذار سيد المهنية، بصرف النظر عن كونه لا يتعلق بتقرير أو اثنين لكن عشرات، هو أمر يثير الهرش المهنى، طبعا الصدمة جعلت البعض «جارديانيين» أكثر من الجارديان.

القصة لا تتعلق بالجارديان وحدها، لكن بالكثير من التقارير المنحازة بصرف النظر عن الموقف المؤيد أو المعارض، القضية فيها بالفعل تفاصيل تقلل من مصداقية شبكات كاملة من المدعين بنوا نظرياتهم على معلومات وتقارير فاسدة. ومازالوا، بما يتجاوز البحث عن الحقيقة إلى التربص، ولهذا يتقمص مستهلكو «الأفرنجى» حالة الدفاع مرة عن الفبركة، ومرة عن المهنية، ومرات عن نظريات بنوها على أكوام من الفبركة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة