متى يتم القبض على «تنظيم الهمج» بقرية الكرم؟
حسنا ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما تناول فضية الاعتداء على السيدة المسنة بقرية الكرم بمحافظة المنيا التى تعرضت لعملية اغتصاب معنوى، عندما قام مجموعة من الهمج باقتحام منزلها وحرقه وإجبارها على خلع ملابسها تحت زعم الانتقام من ابنها المتهم بأنه أقام علاقة غير شرعية مع إحدى سيدات القرية، وهو ما لم يتم التأكد منه حتى الآن، اعتذار الرئيس جاء ليؤكد خطورة الجريمة التى ارتكبها تنظيم الهمج الذى لم يراع دينا أو أخلاقا أو عادات أو تقاليد، وتحول أعضاء هذا التنظيم إلى مجوعة من البربر ومصاصى دماء البشر، والنتيجة هى مزيد من الاحتقان بين المسلمين والأقباط ومحاولة شياطين الفتن إشعال نار الفتنة الطائفية فى بلد لا تحتاج لمن يشعل أى فتنة، فهى موجودة فى دماء كل مصرى مسلم أو مسيحى، ومن يتحدث عن التسامح والمحبة والشعب الواحد هو واهم، وربما يكون كذابا، والسبب أن التطرف يسير فى دمائنا، وأن الهمجية للأسف أصبحت جزءا من مكونات الشخصية المصرية التى تحولت بفعل فاعل إلى مجموعة من الهمج والخارجين عن القانون الذين أتساءل متى يتم القبض على هؤلاء الهمج ومحاكمتهم بشكل عاجل؟
وحتى لا يتهمنى البعض بأننى أتجنى على هذا الشعب فإننى أقول إننى جزء من هؤلاء الهمج، لأننى مصرى، وجميعنا أصبح خروجه عن النص فرضا، وليس سنة، ومن لا يصدقنى عليه أن يرصد بعض المشاهد فى الشارع المصرى سيكتشف أننا شعب لن يتقدم فى ظل هذا التناقض الواضح فى شخصيته وأفعاله، ولهذا لم أتعجب من كم الخطايا التى ترتكب من بعض المصريين ضد الوطن، وهو ما جعل الرئيس السيسى يشير إلى قضية المينا فى خطابه، ويقول: «إن قضية حدثت خلال اليومين الماضيين وهى الإساءة لسيدة مصرية لم أقل سيدة كذا مصرية، لأننا كلنا واحد ولنا حقوق وواجبات متساوية كل سيدات مصر لهن منا كل التقدير والاحترام والإعزاز والمحبة».
وأضاف السيسى خلال كلمته أمس الاثنين فى افتتاحه المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الأسمرات: «لما قلت عظيمات مصر كنت أعنى الكلمة وهن عظيمات مصر من فضلكم، ولا يليق والله أبدا إن اللى حصل ده يحصل فى مصر أو أن يتكرر ده مرة أخرى».
وأكد الرئيس: «أى حد هيغلط أيا من كان عدده هيتحاسب، أرجو من السيدة المصرية ألا تأخذ على خاطرها لا هى ولا كل سيدات مصر مما حدث، ولازم تكونوا متأكدين إننا فى مصر نكن كل الاحترام للمصريات، ولا أقبل أبدا أن يتكشف سترنا لأى سبب وبأى شكل من الأشكال، هذه نقطة نتجاوزها بسرعة، ومحدش أبدا يفرق بين المصريين وبعضهم كلنا واحد، وكلنا هنتحاسب من أول رئيس الجمهورية لأى أحد، اللى يغلط يتحاسب».
وربما تكون كلمات الرئيس جزءا من إطفاء الفتنة التى يحاول البعض إشعالها من خلال الاعتداء على منازل بعض الأقباط فى قرية الكرم ومحاولة شياطين الفتن الطائفية يستخدمون كل الوسائل لكى يحولوا جريمة الحرق، وتعرية السيدة المسنة إلى فتنة طائفية بين أقباط ومسلمى القرية، وأن حرق منازل الأقباط وتعرية سيدة مسنة هو بمثابة حرق كنيسة، وتكسير صليب، وهو ما يريده صناع الفتن، لأن هذا يعنى أن يرد مجموعة من أقارب السيدة المسنة بالرد بنفس الأسلوب، وهو ما يعنى انهيار ما تبقى من دولة القانون، وعلينا جميعا ألا نقع فى فخ الفتنة الطائفية التى لو اشتعلت فلن يستطيع أحد أن يطفئها، ولن ينفعنا حتى بيان البابا تواضروس بابا الإسكندرية الذى أعتبره بمثابة بيان كشف الحقيقة والتهدئة، والآن وبعد أيام من الحادث وقف السيسى يقدم الاعتذار للسيدة التى وصفها بأنها أم لنا جميعا، ورغم ذلك نخشى من تكرار هذه الفتن، وهو ما يجعلنى أطالب بأن يكون الحل هو تفعيل القانون.. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة