ترددت كثيرًا من أين أبدأ فكل الطرق تؤدى إلى روما!
لكن الأولى بالاهتمام الآن ما يصدر من تصرفات غير مقبولة، واحدة تلاحق الأخرى من أجهزة الأمن فى حق من يستحق ومن لا يستحق بشكل عشوائى مرتبك، وكما هو معهود كلما زاد الارتباك كلما تكاثرت الأخطاء التى نحن فى غنى عنها الآن.
لماذا يؤكد الأداء الأمنى يومًا بعد يوم على خلق حالة من العداوة بينه وبين المواطنين حتى وإن لم تكن عن عمد؟
لا أعلم حقًا هل صدقت وزارة الداخلية فى بيانها الخاص بإبلاغ نقابة الصحفيين بضرورة تسليم الصحفيين المدانين بشكل رسمى لم تعيره النقابة أى اهتمام، أم أن رواية الصحفيين عن كذب الداخلية فى هذا الشأن هى الصادقة؟
لا يجوز على الإطلاق أن تقف الوزارة المنوط بها تطبيق القانون واحترامه فى قفص الاتهام مرة تلو الأخرى فى الفترة القصيرة الماضية!
إن كانت رواية الصحفيين عن اقتحام الداخلية لحرم النقابة بهذا الشكل المفزع حق وأعلم أنها قد تكون كذلك، فعلى سيادة الرئيس التدخل السريع لردع تجاوزات الأمن التى بدأت تخرج من جديد عن الطوق، وكما نعلم جميعًا أنها كانت وقد تكون مجددًا الشرارة التى سيتخذ منها أعداء الوطن ذريعة لتأجيج الفتن وتعميق الخلاف وإثارة الفوضى وهذا هو مرادهم وما إليه يسعون !
لماذا لا نعاقب كل من يتجاوز الحد ويسيء استغلال منصبه سواء كان غفيرًا أو وزيرًا؟ لماذا لم يُقل وزير الداخلية بعد أن أثبت فشلاً كبيرًا فى الأداء مرات كثيرة، فوزير الداخلية فى النهاية هو رجل سياسة، عليه أن يتعامل مع كل الأمور بحنكة وتصرف يرضى الرأى العام دون الإخلال بالقانون، لكنه لم يفعل قط!
أما من ناحية نقابة الصحفيين وما تم اتهامها به من قِبل الداخلية عن كونها تؤوى داخل حرمها مطلوبين جنائيا ولا تتعاون فى تطبيق القانون بعد أن تم إبلاغها رسمياً بضرورة تسليم الصحفيين المطلوبين، فإن صدقت رواية الأمن فى هذا الشأن، تكون قد ساهمت بدور كبير فى تعميق الأزمة وإثارة مثل هذه التصرفات غير المسئولة التى صدرت عن أفراد الأمن ودفعت بهم فى حالة من التحدى إلى داخل حرم النقابة وخرق كل المعايير والإطاحة بقواعد الدستور والقانون والأعراف فى مشهد هزلى تبادل كل طرف فيه اتهام الآخر وأصدر بيانًا يؤكد على صحة تصرفه!
ولكن.. أعزائى: نحن لسنا فى ساحة للمبارزة وفرد العضلات واستقواء فريق على الآخر!
نحن فى معرض الخطر، فالمستفيد الأول من تأجيج الفتنة وتصاعد نبرة العناد والتعالى هو العدو الخسيس الذى دائمًا ما يترقب الفرصة للاصطياد فى الماء العكر!
لذا فعلينا جميعًا التحلى بالحكمة فى معالجة الأمر، من أخطأ فعليه خطأه يتحمله ويسدد فواتيره، ومن ساعد على هذا الخطأ فعليه تدارك تكرار ما حدث والتعاون فى تهدئة الأوضاع بما لا يخل برد الاعتبار دون تصعيد.
اللهم اكفنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.