بعد أن تعرضت مصر إلى هزة عنيفة، وموجة ثورية شديدة، بعد عقود طويلة من الاستقرار والسكون، طرأ على المجتمع المصرى تغيرات عديدة تحت مسمى الحرية والديمقراطية، وما إلى ذلك من كلمات رنانة لا يدرك معانيها وخطورتها إلا القليلون، وقد كشفت هذه التغيرات عن حقد دفين يحمله قطاع ليس بهين ضد كل ما هو شرطى، وربما أكبر دليل على ذلك اقتحام أقسام الشرطة، وتحرير المساجين والمجرمين والمسجلين، ثم اقتحام مبنى أمن الدولة، وسرقة محتوياته، بالإضافة إلى حرق كم لا بأس به من سيارات الشرطة، واختلاق مشكلات عديدة مع رجال مؤسسة الشرطة، على غرار حادثة سيدة المطار الشهيرة، وغيرها من الحوادث بالنوادى ومباريات كرة القدم، وصولا إلى أزمة نقابة الصحفيين، مؤخرًا أضف إلى ذلك أحداث محمد محمود الشهيرة التى حتى وقتنا هذا لا أستطيع استيعاب الغرض منها، ولماذا أُطلق على من ماتوا فيها شهداء، فى حين أنهم كانوا يهاجمون مبنى وزارة الداخلية!! ولا أريد أن يفوتك عزيزى القارئ مرحلة اللجان الشعبية التى انتشرت بربوع الوطن بعد اختفاء الأمن فى 28 يناير 2011، والتى كشفت عن غريزة ضابط الشرطة المدفونة عند الأغلبية من أبناء الشعب المصرى.
الشرطة فى الماضى القريب كانوا يطلق عليها البسطاء لفظ «الحكومة»، وهى بالنسبة للمواطن البسيط تمثل السُلطة المنوطة بتحقيق العدالة والقانون، وبالمناسبة هذا الأمر لا يقتصر فقط على مصر والمصريين، وإنما هو أمر مسلم به فى جميع دول العالم المتقدمة منها والنامية، وقد خرجت بعض المفردات وتم الترويج لها مؤخرًا، مثل وصف كل المؤيدين سواء للشرطة، أو للجيش، بلاحسى البيادة وعبيد السلطة الخ.. وواكب هذه الأمور «غسيل مخ» من قِبل الإعلام والسادة الإعلاميين، الشىء الذى ساعد على الترويج للفكرة وتثبيتها فى العقل الجمعى للبسطاء، الذين يمثلون الأغلبية الساحقة من الشعب المصرى، «انفرطت السبحة» كما يقولون بأسلوب أولاد البلد بمصر، وأصبح من الصعب «لملمتها» وإعادتها إلى ما كانت عليه، وأصبحت الحالات الفردية هى المرجعية لكل من يريد تشويه وهدم منظومة الشرطة، مثل مشاجرة أمين شرطة مع مواطن، أو قتل آخر لبائع شاى، أو اعتصام عشرة أمناء وعند طلب ظهورهم على شاشات الفضائيات يمنعون «بالطبع» بِحُكم القانون، فيصبحون ضحايا الاستبداد! وهكذا.. وفى رأيى أن الشرطة - بمفهومها كما نوهت عاليه أنها تعنى عند المواطن رمز السلطة - ليست هى المقصودة كشرطة، بل المقصود هو الدولة المصرية، ومنظومته المتمثّلة فى النظام «تذكر شعار يناير: الشعب يريد إسقاط النظام!!»، فى حين أنه من المفترض أن الشعب أراد تغيير النظام وهو ما حدث فقط لأن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية أدركت خطورة الإسقاط الذى كان الهدف، وبالتالى حمت مصر والمصريين».
مما لا شك فيه أننا حضرنا - نحن المعاصرين للأحداث - كتابة سطور من تاريخ مصر ستقرأه الأجيال المتعاقبة بلا شك، وستبحث فيه مثلما الحال مع جيلى الذى حضر السبعينات والستينات والخمسينات، وما قبلها من تاريخ بلدنا فقط على الورق، لذلك علينا أن نساعد «القادمون» بتأريخ ما تمليه علينا ضمائرنا من وجهات نظر مُطعمة بأحداث ودلائل وبراهين وأسانيد حتى لا نسقط فى فخ الإخوان الذين حين حكمونا أرادوا أن يؤرخوا فقط لمعتقداتهم ورموزهم، ومحوا كل ما قبلهم، وأرادوا أن يبلوروا فكرة مصر 25 - نسبة إلى يناير 2011 -، وبالطبع وجد الإخوان من يساندهم ولا يزال فى بلورة جزئية يناير من الينارجية والنشطاء والحقوقيين، الذين تآمروا وقبضوا ويعلمون أن نهايتهم مرهونة بكشف المستور وسقوط أسطورتهم 25 يناير، لذلك فإن الاستقرار وهيبة - الحكومة - «الشرطة يعنى كما اتفقنا»، هى هدف يجب إسقاطه، فإما أن يسقط أو يسقط هؤلاء «يا قاتل يا مقتول».. انتهى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
قاتلهم الله
قاتلهم الله هم ويومهم الاسود المشئوم 25زفت مصائب