بالصور.."مخابئ الإسكندرية" عالم موازٍ للإنسانية..أحلامهم ثلاجة وبوتاجاز وهدوم نظيفة لأطفالهم..والموت حلم عجوز يحتضن الحشرات والفئران فى سريره..مواطنة:"شايلة الكلى والمرارة وعندى السرطان ونفسى فى أوضة"

الأربعاء، 01 يونيو 2016 01:23 ص
بالصور.."مخابئ الإسكندرية" عالم موازٍ للإنسانية..أحلامهم ثلاجة وبوتاجاز وهدوم نظيفة لأطفالهم..والموت حلم عجوز يحتضن الحشرات والفئران فى سريره..مواطنة:"شايلة الكلى والمرارة وعندى السرطان ونفسى فى أوضة" انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية
الإسكندرية - هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الحاج يوسف: نفسنا نرتاح ونروح عند ربنا


- أحد السكان: "أنا عايزهم يكشفوا عليا ويتأكدوا أن عندى عجز 75% عشان يرجعوا 400 جنيه المعاش واعرف أربى عيالى"


- رئيس الحى: أزورهم باستمرار وحياتهم غير آدمية ولكن ما باليد حيلة


- عضو مجلس النواب: عادى أن الأهالى متعرفنيش والمخابئ بقالها 30 سنة محدش فتح ملفها



حشرات زاحفة، وحيوانات أليفة وغير أليفة، تعيش جنباً إلى جنب بجوار أسر ومواطنين، فى حياة أبعد ما تكون عن الآدمية، الرضا يستر حياتهم والقناعة تداويهم من الأمراض التى ملأت أجسادهم، بعد أن سكنوا ما يسمى منطقة "المخابئ". يتاقسمون ما أسموه "الساطولة" لقضاء حاجتهم ويقترضون مياه الشرب من أصحاب الوحدات السكنية المجاورة لهم، ووجبتهم الأساسية "بيض الدجاج" الذى يشتركون فى تربيتها فى الشارع المتكدس بأكوام القمامة.

جميعهم مرضى بالفشل الكلوى والسكر والسل والتهابات الرئة، وغرفة واحدة تجمع رب الأسرة وزوجته وأطفالهم، وجملة "على باب الله" هى دائماً الإجابة عن سؤال عملهم. لا أحد منهم يعلم اسم عضو مجلس النواب عن دائرتهم ولا يعرفون عن مسئولى الحكومة سوى مندوب الحى الذى يتسلم منهم شهريا خمسين جنيه قيمة إيجار الغرفة، فعلى بعد أمتار قليلة من منطقة كوم الشقافة الأثرية التى يرتادها المئات من السياح يومياً، تقبع منطقة "المخابئ" لتظهر عالم غير الذى نعيش فيه.

الحاج يوسف: "احنا عايشين بقالنا كثير ونفسنا ربنا يريحنا بقى"


يوسف محمد إبراهيم يتذكر سنوات عمره 74 سنة ويعيش هو زوجته فى غرفة مزدحمة بأشياء قديمة متهالكة، والحشرات الزاحفة تشاركهم الجدران والسرير والطعام، بالإضافة إلى القطط التى تحتمى فى أحضانهم، ولا يتحدث الحاج يوسف كثيراً، ويحكى عن حياته بكامل الرضا والقناعة الطمأنينة.

ويجيب يوسف عن أحلامه قائلاً: "نفسنا نرتاح بقى ونروح من الدنيا دى عند ربنا واحنا بقالنا ياما عايشين هنا وعايشين فى الدنيا".

محمد:"حرمونى من معاش مبارك وانا عجزى 75% ونفسى أعلم ولادى"


ويتحدث "محمد.ع " عن مأساته قائلاً:" أنا عاجز عن السير منذ سنوات طويلة، وكنت أحصل على معاش من الشئون الاجتماعية منذ عهد الرئيس مبارك من 10 سنوات 85 جنيه شهرياً وأصبحت 400 جنيه حتى العام الماضى ".

ويكمل محمد: "مع كل عام تجديد للمعاش، يتم تحويلى إلى المستشفى للكشف على وإعطائى المعاش، وفى هذا العام أرسلونى إلى مستشفى النقراشى، والتى قامت بإصدار تقرير عن حالتى دون الكشف على من الأساس، وأن حالتى سليمة وتسمح بالعمل وهو الأمر المخالف للحقيقة، وأنا أعول 4 أطفال من بينهم شيماء فى الصف الثالث الإعدادى".

ويقول محمد: "أنا لا عايز شقة ولا غيره، أنا عايزهم يكشفوا عليا ويتأكدوا أن عندى عجز 75 % فى رجلى ويرجعولى المعاش عشان اعرف اربى العيال، ويطلعو هما كويسين وتبقى حياتهم أحلى مننا".

رسمية: "شيلت المرارة وفص كلى وجالى السرطان ونفسى فى غرفة بمنافعها"


وتقول رسمية ياسين "أجريت 3 عمليات جراحية، وهى ازالة المرارة، ونزع فص كلى، بالإضافة إلى إزالة ورم سرطانى، نتيجة تكدس القمامة المستمر على سلالم المخبأ، بالإضافة إلى ضيق الغرفة وسوء التهوية، وعدم وجود مكان نظيف لقضاء حاجتنا فيه ". وتكمل رسمية:" أقتسم نصف حجرتى لتخزين مقتنيات أحد جامعى الكاوتش، مقابل 10 جنيهات فى الأسبوع، والنصف الآخر به سرير وكرسى يستخدم كسرير اخر، ولا نملك بوتاجازات وإنما "وابور صغير "يكفى الغرض".

وتشير رسمية إلى قيامها وأهالى المخابئ، بإقتراض المياه من الجيران، المقيمين فى الوحدات السكنية والذين يعطوهم مرة ويتضرروا فى المرات الأخرى، حتى يستطيعوا شرب مياه نظيفة "، أما أمنيات رسمية فتقول:" لا عايزة دواء ولا هدوم، كل اللى بحلم بيه غرفة بمنافعها والحمد لله".

أشرف فؤاد:" نفسى أخرج بولادى من هنا"


وفى داخل تلك المخابئ، يرسم أشرف فؤاد - 35 سنة العرائس الملونة والأراجوزات على ألواح خشبية ويزين بها غرفته، حتى يستخدمها للعمل فى ليالى رمضان، ويسعد بها الأطفال. ويحكى أشرف عن حياته قائلاً:" فى الأيام العادية، بلم العيش البايت من الناس، وأروح ابيعه، "علف " حيوانات وهكذا وفى المناسبات أخرج بلبس الأراجوز، وأفرح الولاد الصغيرة.

ويعيش أشرف على حلم أن يخرج بأطفاله من هذه الغرفة، بعد أن تسببت فى إصابتهم بالكثير من الأمراض التى لا يتحمل علاجها " قائلاً:" نفسى أخرج بولادى من هنا..هنموت هنا ".

هبة: حلمى ثلاجة وبوتاجاز مستعملين وهدوم نظيفة للعيال


وتقول هبه الأم البالغة من العمر 28 سنة:" عندى ولدين، وجوزى بيشتغل على باب الله، بيلم البلاستيك من الزبالة ويبيعه ويطلع من أول الفجر لنهاية اليوم ب50 جنيه يومياً رضا من الرب بنحوش منهم 20 جنيها للعيال وتعليمهم ومدارسهم ونصرف الباقى وندفع منه لإيجار المخبأ". وتتحدث هبه عن أحلامها قائلة:" نفسى فى هدوم نضيفة لولادى، ونفسى فى تلاجة وبوتاجاز اطبخ لهم عليه الأكل، ومش مهم أى حاجة ثانية".

نوسة تكسب 5 جنيهات يومياً من كشك تبيع فيه البسكويت والحلويات


أما نوسة فتعيش هى الأخرى على مساعدات الجيران والمتيسيرين من أهل الحى، وتقترض الجنيهات القليلة لشراء علب البسكويت والحلويات، لبيعها فى ما أسمته "كشك " وهو عبارة عن قطع كرتونية مغطاه بالأجولة الفارغة بعد أن قامت بحياكتها بنفسها، لتربح يومياً 5 جنيهات، تكفيها هى وأولادها الخمسة ". وتقول نوسه:" أنا جوزى اتوفى بقاله 10 سنين ومن وقتها وأنا الأم والأب لولادى الخمسة، بنت منهم هجوزها السنة دى وربنا بيكرمنى بمساعدات الناس ليا، وولادى الاربعة مش لاقيين شغلانة غير لم الورق من الشارع والعيش من البيوت وربنا ساترنا".

آمال: "نفسى فى أوضة تدخلها الشمس"


وتحكى آمال ابراهيم قائلة:" أنا مطلقة منذ 3 سنوات ولا أملك سوى هذه الغرفة لتى تتسبب فى إصابتى بالرطوبة والكثير من الأمراض، وبشتغل على باب الله، وكل اللى نفسى فيه أعيش فى غرفة فيها شباك وبتدخلها الشمس.

رئيس حى غرب: "الحل فى مساعدات رجال الأعمال والدولة ظروفها صعبة"


من جانبه قال محمد فهيم رئيس حى غرب الإسكندرية، "انتم بتتكلموا كأن الدولة بتفرق مساكن للناس واحنا مبنوزعش، خلونا نتكلم بواقعية".

وشرح فهيم كلامه قائلاً: "الدولة منذ سنوات لم تنشأ مساكن لمعدومى الدخل، وإنما تفعل ذلك لمحدودى ومتوسطى الدخل من خلال مساكن الشباب التى يتم فيها دفع مبالغ مالية تصل إلى 70 الف جنيه بتسهيلات شديدة".

وتحدث فهيم عن قصة أهالى المخابئ قائلاً " هذه المساكن تم إنشاؤها منذ سنوات طويلة، من قبل المحافظة، وتم انشاء المخابئ أو ما يسمى بالخنادق، لإختباء المواطنين فيها وقت اللزوم، وحين انهارت العقارات فى الإسكندرية تم نقل السكان المشردين إليها لفترة مؤقتة كمساكن إيواء، لحين شراءهم وحدات سكنية جديدة، ولأن حالة المواطنين المادية فقيرة جداً يستمرون فى المخابئ لسنوات طويلة".

ويضيف رئيس الحى: "أنا حاسس بأهالى المخابئ، وبزورهم باستمرار وحياتهم غير آدمية، ولكن ما باليد حيلة، واستحالة يكون لدى مساكن وأتركها مغلقة دون أن آوى هؤلاء بها".

وقال رئيس الحى: "أن الأمل خلال السنوات الثلاث المقبلة، حيث خصصت الدولة أراضى بمساحات لا تقل عن ألف متر، لعمل اسكان تحت المتوسط لنقلهم، ونحتاج القليل من الصبر لأن الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد سيئة".

وأوضح رئيس حى غرب الإسكندرية، أن الحل العاجل فى تبنى مجموعة من رجال الأعمال، إنشاء وحدات سكنية، والحى سيوفر الأرض والتراخيص، ويقوم المقاول بخفض هامش الربح من أجل مساعدة هؤلاء المواطنين للخروج من أزمتهم".

عضو مجلس النواب: "عادى أن الأهالى متعرفنيش والمخابئ بقالها 30 سنة محدش فتح ملفها"


أما سامى رمضان عضو مجلس النواب عن دائرة كرموز، ففى البداية إعتقد أن مشكلة الأهالى هى الصرف الصحى والبنية التحتية ورصف الطرق، وبعد دقائق من التوضيح للمشكلة، ومواجهته أن أهالى المنطقة لا يعرفون عنه شئ، وأن علاقته بالكثير منهم انتهت بعد حصوله على عضوية مجلس النواب، قال رمضان:" اللى عايز يعرف انا بعمل ايه يدخل صفحتى على الفيس بوك، ويتابع صفحات الجرائد، وليس غريباً أن لا يعرفنى البعض من أهالى الدائرة".

وتحدث عضو مجلس النواب عن المشكلة قائلاً: "المشكلة موجودة منذ 30 سنة، ولم يحاول أحد فتحها، ومازال فى الدائرة، من يسكنون المخابئ ويفترشون الخيام بين العقارات، ونعمل على تقديم طلبات لوزير الإسكان لحل المشكلة".

وقال عضو مجلس النواب: "كرموز مليئة بالمشكلات، ولو توزعت مشكلاتها على محافظات مصر جميعاً لفاض منها، وتحتاج إلى الوقت والجهد ".

الغريب فى الأمر أن هذه المخابئ لا تبعد الكثير عن منطقة كوم الشقافة الأثرية والتى يرتادها المئات يومياً من السياح، ولا يفكر أحد فى أن السبب لما تشتهر به كرموز من تجارة المخدرات والسمعة السيئة لأبناءها ليس إلا تجاهل أهالى المخابئ الذى يعيشون فى غرفة واحدة تحتوى 5 أفراد على الأقل فى حياة موازية لحياة البشر بجوارهم.



انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (1)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (2)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (3)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (4)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (5)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (6)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (7)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (8)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (9)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (10)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (11)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (12)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (13)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (14)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (15)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (16)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (17)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (18)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (19)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (20)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (21)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (22)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (23)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (24)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (25)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (26)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (27)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (28)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (29)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (30)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (31)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (32)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (33)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (34)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (35)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (36)

انعدام الحياة فى مخابئ الإسكندرية  (37)









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة