أتمنى ونحن فى الأيام الأولى من الشهر الكريم، أن ينهج رجال الأعمال والأثرياء فى مصر شيئا من خطى الملياردير السعودى الشيخ (سليمان الراجحى) وتذكر أن عليهم مسئولية مجتمعيه تجاه المجتمع الذى يتربحون منه، تفرض عليهم عدم ترك مسئولية ملايين الفقراء تقع على عاتق الدولة بمفردها، وأن الأمر يفرض عليهم ضرورة مديد العون والمشاركة فى إنجاز المشروعات الاجتماعية التى تتعلق بشكل مباشر بحياة الكادحين من أبناء هذا الشعب.
فقد أراد الشيخ سليمان الراجحى، أن يضرب مثلا نادرا لرجل الأعمال المعطاء، فقرر التبرع بثلتى ثروته البالغ حجمها 7.4 مليار دولار ـ أى ما يعادل نحو 75 مليار جنيها مصريا ـ للفقراء والمحتاجين والمشروعات الخيرية فى بلاده، فى خطوة أذهلت أصحاب الثروة والمال فى العالم.
ووجه الراجحى كل هذه الاموال لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة، والفقراء، والمحتاجين، والأيتام، وإنشاء جامعة، ومستشفيات ومراكز طبية شاملة، وبنوك دم، ومشروعات لتربية الشباب اقتصاديا، ودعم حركات الدعوة، وتوعية الجاليات، وإنشاء وصيانة المساجد فى الطرق السريعة، وغيرها من المشروعات.
وأؤكد هنا، اننى لست بصدد مطالبه رجال الاعمال والأثرياء فى مصر بالتبرع بثرواتهم، أو حتى ربع ثرواتهم، لصالح المجتمع الذى صنعوا منه كل ثرواتهم، ولكن فقط التذكر، إن كل رجال الأعمال المحترمين فى العالم ينتهجون ذات سلوك الشيخ سليمان الرجحى، وعلى رأسهم رجل الاعمال الامريكى وأغنى أغنياء العالم وصاحب شركة مايكروسوفت العالمية (بل جيتس) الذى قرر ايضا التبرع بالجزء الاكبر من ثروته، طوعا وبكل حب، لصالح الفقراء والمساكين، من منطلق مسئولية اجتماعية تجاه المجتمع الذى يعيش فيه، بل الاكثر من هذا انه قرر دعم مشروعات خيرية فى كثيرا من الدول الفقيرة فى العالم
إن المسئولية الاجتماعية تتطلب من رجال الأعمال والأغنياء فى مصر ضرورة التذكر أنهم يعيشون فى دولة تحوى ملايين الفقراء يقع العدد الاكبر منهم تحت حد الفقر، وأن منهم قطاع غير قليل مازالوا حتى اليوم يعيش فى مقابر، وعشش صفيح، وأماكن اقل بمراحل من ان نطلق عليها عشوائية، وان الواقع يقول ان الحكومة لا طاقه لها بحل كل مشكلات هؤلاء بمفردها، وأن الأمر يتطلب تكاتف وتعاون أصحاب الثروات والمال فى البلاد.
ولعل ما يدعونى إلى مطالبة رجال الأعمال بضرورة القيام بمسئوليتهم الاجتماعى ومشاركة الدولة فى رعاية الفقراء، أن التصنيف السنوى التى تعده مجلة (فوربس) الامريكية بشكل سنوى عن (أغنى أغنياء العالم) لا يخلو من أسماء عدد من المصريين، كما ان تصنيف ذات المجلة عن (أغنى أغنياء العرب) يضم سنويا أيضا عشرات المصريين من أصحاب المليارات.
إن الواقع يقول أن عدد من رجال الاعمال دائما ما يساهم فى بناء قرى، ودعم مشروعات خيريه، ولهم بالقطع كل تقدير واحترام، إلا انه على النقيض نجد عدد غير قليل منهم محجمون للغايه عن المساهمه فى اى من المشروعات الخيرية التى تهم الفقراء.
أتمنى أن تكون أيام الشهر الكريم بداية لمشاركة مجتمعية لرجال الاعمال وأثرياء مصر، وفى القيام بمسئولياتهم الاجتماعية والسير على شيئا من خطى الشيخ سليمان الراجحى.
وكل عام ومصر والمصريين بألف خير وسلام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة