أحمد إبراهيم الشريف

أمين معلوف وإسرائيل

السبت، 11 يونيو 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اعتذر عما فعلت


التطبيع وويلاته والاعتراف بالعدو وتداعياته قضية مثارة طوال الوقت، ودائما ليس لها، عندى، أية مبررات ولا أعرف سبباً يدعو إنسانا ما للذهاب إلى إسرائيل، لذا لم أفهم من قبل موقف الكاتب على سالم الذى قرر أن يذهب بسيارته إلى تل أبيب مضحيا بمكانته الأدبية فى مصر وبشهرته، وفى النهاية لم يربح شيئا سوى حرب من الشعب ضده، ومن قبل لم أفهم عنف وتطرف الشاعر سعيد عقل الذى رحب باجتياح إسرائيل للبنان، وظل يصرخ فى التليفزيون الإسرائيلى واصفا جيش الاحتلال بجيش التحرير، كذلك لم أفهم تصرفات أمين معلوف، الكاتب والأكاديمى اللبنانى الفرنسى الذى فاجأ الجميع بظهوره على قناة تليفزيونية إسرائيلية منذ أيام قليلة.

والسؤال ما الذى يدفع كاتبا متحققا حائزا على جائزة جونكور وعضو فى الأكاديمية الفرنسية يجلس على كرسى العالم الكبير ليفى شتراوس وروائى ناجح تعد روايته سمرقند من أشهر الروايات العربية ويعتبر كتابه الحروب الصليبية كما رآها العرب من أكثر الكتب قراءة، أن يصير ضيفا على برنامج «ثقافة» على قناة آى 24، الإسرائيلية، وبالتالى يصبح متهما بتوظيف شهرته لإعطاء شرعية غير أخلاقية لوسائل الإعلام الإسرائيلية؟
وبالبحث فى حياة أمين معلوف المولود 1949 لن تجد سببا مقنعا لفعل ذلك، فما الذى يدفعه للمغامرة فى هذا الوقت، هل يبحث عن التسامح، المفروض أن معلوف هو أكثر العارفين بأن الصهاينة لا يريدون سلاما ولا يسعون إليه، ومن السذاجة أن يفكر فى ذلك، وبالطبع أمين معلوف لم يذهب إلى إسرائيل، لأنه يشعر بالغبن والظلم فى العالم العربى، فقد حصل دائما على ما يستحق، ولعل آخر ذلك كان حصوله على شخصية العام الثقافية بجائزة الشيخ زايد للكتاب فى دورتها العاشرة 2016.
فقد وضع صاحب رواية «ليون الأفريقى» نفسه فى مأزق كبير وأصبح المعترضون على ذهابه إلى إسرائيل يطلقون عليه «ليون الإسرائيلى» كما أصبح موضوعا للمقارنة بينه وبين مقاطعة الكُتّاب والأكاديميين والطلّاب والمثقفين والعلماء فى العالم لـ«إسرائيل»: أمثال جون بيرجر، وأليس ووكر، وستيفان هوكينج، واتحاد المعلّمين فى إيرلندا، إلى أكثر من 30 جمعيّة طلّابية أمريكية، و11 جمعيّة طلابية كندية، هؤلاء وغيرهم عرفوا جيدا أن إسرائيل شىء واحد ولا مجال لقول هذه ثقافة وهذه سياسة، مثلما يقول من يدافع البعض عما فعله أمين معلوف، فهم يرون أنه لم يتحدث فى السياسة وأن الأمر كان ثقافيا بحتا.
أخطأ أمين معلوف ويجب عليه الاعتذار للجميع، كما يطالبه البعض فى لبنان قائلين له «اعتذر عما فعلت»، وكان عليه أن يدرس الأمر جيدا قبل أن يتورط فيه، فإسرائيل مجرد جيش احتلال وليست دولة حقيقية حتى نتعامل معها بسهولة ويسر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة