الحكومة الحالية تقلد الحكومات الفاشلة ولا تفكر خارج الصندوق
عليك أن تتفق معى أن مصر المحروسة دائما مبتلية بحكومات لا تفكر خارج الصندوق، وتنحت تجارب الحكومات السابقة حتى ولو كانت هذه التجارب فاشلة، سواء بسبب تطبيق تلك التجارب أو نتائجها، لأن رؤساء حكومتنا منذ عدة عقود مجرد شخصيات مقلدة لكل من سبقوهم، ولا يملكون ملكة الابتكار والتجديد، وزادت هذه الآفة بصورة خطيرة بعد يناير 2011 وحتى الآن، فعلى مدى السنوات الخمس، ومع تعدد حكومتنا من حكومة أحمد شفيق مرورا بحكومة عصام شرف، انتهاء بحكومة شريف إسماعيل الحالية، لم نر وزيرا واحدا فى تلك الحكومات يمتلك أفكارا ابتكارية.
وهناك عشرات الأمثلة التى تؤكد لنا جميعا أن كل حكومات ما بعد يناير لم تستطع أن تقدم نموذجا متميزا لإدارة البلاد، والنتيجة هى فشل كل الحكومات والدليل حكاية «التوقيت الصيفى»، الذى ألغته حكومة المهندس إبراهيم محلب السابقة، ثم أعادته حكومة شريف إسماعيل الحالية بقرارها المفاجئ بأنها ستطبق نظام التوقيت الصيفى بعد شهر رمضان الكريم، وبالتحديد يوم 8 يوليو المقبل وحتى 28 أكتوبر المقبل، وحكاية التوقيت الصيفى الحائر مع وزارات ما بعد 25 يناير 2011 يكشف أن هناك عشوائية فى اتخاذ القرار، ولا يوجد أى دراسة قبل صدور قرارات حكومات مصر، والدليل أنه عندما تم إلغاء تطبيق نظام التوقيت الصيفى، وجدنا من يبرر لنا من الحكومات السابقة بأنه نظام فاشل، وليس له أى أهمية، بل وصل الأمر إلى أن يهلل بعض الوزراء الفاشلين، ويقول إن إلغاء نظام التوقيت الصيفى كان ضروريا، لأنه مرتبط بنظام مبارك المخلوع، وأن عدم تطبيقه هو انتصار لثورة يناير!!
والله هذا الكلام قاله بعض الوزراء السابقين، كمبرر لوقف العمل بالتوقيت الصيفى، ثم فوجئنا بإعادته ثم إلغائه فى حكومة محلب السابقة، والآن خرج علينا شريف إسماعيل رئيس الوزراء بقرار غريب، يبشرنا بعودة العمل بنظام التوقيت الصيفى الفاشل بعد شهر رمضان الكريم، ولم يقدم لنا رئيس الوزراء أى مبرر لعودته، خاصة أن هناك رفضا شعبيا لتطبيق نظام التوقيت الصيفى، ولو كلف مركز معلومات مجلس الوزراء نفسه، وقام بعمل استطلاع رأى حقيقى، سوف يفاجأ بأن أكثر من 90% يرفض العمل بهذا النظام الغريب، الذى لن يفيدنا بشىء، والدليل أنه تم تطبيقه لسنوات طويلة، ولم نستفيد منه على أى مستوى سواء العملى أو الشخصى، حتى حكاية أن تطبيقه يوفر فى الكهرباء اكتشفنا أنها كذبة كبرى روج لها بغبغاوات حكومتنا الرشيدة، المفاجأة أن قرار شريف إسماعيل رئيس الوزراء جاء مخالفا لقرار المهندس إبراهيم محلب، الذى ألغى العمل بالتوقيت الصيفى، وأمد وقتها فى قرار الإلغاء أنه سيتم إلغاء العمل بالتوقيت الصيفى، وأنه لن يطبق إلا بعد عرض قرار تطبيقه للحوار المجتمعى، وهو ما لم يفعله رئيس الوزراء الحالى شريف إسماعيل، وقام بالموافقة على قرار تطبيق العمل بالتوقيت الصيفى دون طرحه للحوار المجتمعى، ولو حدث وتم عرضه للحوار، لرفع الجميع شعارا واحدا وهو «الشعب يريد إسقاط التوقيت الصيفى»، لأن ضرره أكبر من منافعه، وأنه لن يقدم ولن يؤخر، وأن حكومة شريف إسماعيل لا تبتكر بل تنحت كل القرارات القديمة، والدليل إصرار هذه الحكومة على تطبيق نظام التوقيت الصيفى دون أن يقدموا لنا سببا وحيد لتطبيقه.
والحقيقة أن هناك عشرات القرارات التى تصدرها الحكومة الحالية لا نعرف سببا لها، كما أنها تلغى قرارات كثيرة ولا نعرف أيضاً سبب إلغائها، ولو هناك احترام للشعب لتم طرح قرار فرض التوقيت الصيفى للاستفتاء الشعبى أو عمل استطلاع رأى حقيقى ثم يقرر رئيس الوزراء شريف إسماعيل هل يطبق قرار فرض التوقيت الصيفى أو إلغائه، هذا هو الحل يا سيادة رئيس وزراء مصر، وعليك أن تفكر خارج الصندوق وأن نحت ونقل بعض قرارات أو قوانين أو أعمال الحكومات السابقة هو دليل على أنه لا يوجد جد وزير فى وزارتك يفكر لصالح الشعب، لأنه لا يبتكر له ما يفيده بل ينقل من الماضى كل ما يضر هذا الشعب، مثل حكاية تطبيق قرار التوقيت الصيفى جبرا على شعب مصر دون أن نعرف خطورة هذا النظام علينا جميعا، وغدا نقدم مساوئ تطبيق نظام التوقيت الصيفى، فإلى الغد إن شاء الله.