إن لهذا الشهر الكريم أفضال كثيرة على الامة جميعا التى لا تعد ولا تحصى من احسان وكرم ومودة ونزول القرآن الكريم وأفضال ليلة القدر وصلاة التراويح والتهجد التى نعرفها كلنا ولهذا الشهر الكريم أيضا ذكريات كثيرة وجميلة معى شخصياً فأتذكر عندما كنت صغيرا كنا شباب الشارع نمر على المنازل لكى نأخذ الاموال من الجيران لكى نزين بها الشارع من انوار وزينة وقيل اول رمضان بيومين أو ثلاثة أيام نسهر لكى نزين الشارع احتفالاً بهذا الشهر الكريم وعندما يأتى رمضان كنا نقضى جميع شباب الشارع قبل الفطار فى لعب الكورة وعمل دورات رمضانية وكنت أرجع مصاباً بشرخ أو كدمة سانداً على أصدقاء اللعب كم كانت أيام جميلة وذكريات أجمل وأجمل وكنا نتبارى مع أبناء الجيران قبل الفطار على من والده سيصل أولاً قبل الاخر وبعد صلاة التراويح ومشاهدة المسلسلات والفوازير وأكل الحلويات الشرقية ووالدى رحمه الله عندما كان يقول لوالدتى أن تحضر فى اليوم الاول من أشهى المأكولات وما لذ وطاب منها لكى يرسلها إلى أشخاص آخرين لكى يفطروا.
وسأتحدث أيضاً عن ذكرى الثالث من رمضان ذكرى حزينة فى أولها ولكنها تحولت إلى جميلة ومستمرة فكان ميعاد وفاة جدى بعد ان تسحر مباشرة وبعد صلاة الفجر توفى إلى رحمة الله وذكرياتى أيضا مع جدى لا تعد ولا تحصى فكان يطلب منى أن يسمع لى القرآن الكريم على أن يعطينى جنيه مقابل ذلك رحمه الله ورحمنا جميعاً وأن ذكرى وفاته بعد ذلك تحول إلى تجمع عائلى ضخم كل سنة عند منزل عمتى الجميلة التى توفى عندها جدى والتى طالما استوعبنا منزلها الصغير وأسرتها الجميلة من زوجها وأبنائها الافاضل ونحن صغاراً وكباراً وحتى أولادنا اليوم فأصبح هذا اليوم من كل عام ننتظره على أحر من جمر حتى نجتمع جميعاً ونفطر على مائدة واحدة ونسترجع الذكريات ونصلى صلاة التراويح ونقرأ القرآن ويعد ذلك نأكل الحلويات ونضحك ونغنى فأصبح هذا اليوم هو من أجمل ذكريات رمضان المستمرة والتى نعيش فيها حتى الان ونتمنى ان تدوم ويعتبر من فضل الله علينا أن يجعل فى هذا الشهر الكريم الموردة والرحمة والتسامح والخير والحب بين الناس وهو ما تحرص عائلتنا الكريمة على ذلك فى الثالث من رمضان كل عام وكل رمضان وكل يوم وكل عائلتى بخير وكل يوم والعالم كله بخير وحب وسلام.
أجواء رمضان - أرشيفية
