تحدثنا فى لقاء سابق عن العمل وأهميته فى رمضان، وأنه من الخطأ الشديد أن يركن الناس وينقطعوا إلى الصلاة والصيام وقراءة القرآن والتسبيح ويتركوا أعمالهم التى تتعلق بها مصالح الناس ويتقاضون عليها أجرًا فى مقابل القيام بهذا العمل.
وإن من الأعمال التى وقعت وحدثت فى شهر رمضان وتدل على أن الشريعة الإسلامية جاءت تعلمنا أن شهر رمضان ليس للانقطاع فى المساجد، مع أن التواجد فيها من العبادة المحببة، وإنما هو التواجد، فالوجود فى كل مكان يؤدى الإنسان فيه طاعة لله عز وجل، ولذلك كان فى شهر رمضان من الأعمال ما هو شاق، فليس أشق من الجهاد فى سبيل الله وما فيه من معاركة الخصوم والتقاتل فيما بينهم، وجميعنا يعلم أن غزوة بدر الكبرى كانت فى شهر رمضان، والناس صيام.
ولولا أن الأعمال حتى الشاق منها يمكن أن يكابده الصائم ما وقعت هذه الغزوة فى هذا الشهر الكريم، فهو عمل من الأعمال، بل هو من أعلى الأعمال وأحبها، كيف لا والمنتصر فيه والباقى على قيد الحياة محمود عند ربه، ومن يلحق بالله عز وجل يكون شهيدًا.
كما انتصر المسلمون فى كثير من المواقع آخرها ما حدث فى عام ثلاثة وسبعين وتسعمائة وألف ميلادية حيث توافق يوم العاشر من رمضان من عام ثلاثة وتسعين وثلاثمائة وألف، كان الناس صياما وخاض المسلمون وغير المسلمين ممن يشاركونهم حربًا شهد لها العالم، كانت فى شهر رمضان ووقع الانتصار الأكبر على الصهاينة فى شهر رمضان.
المعركة التى شهد لها القاصى والدانى بالرغم من صيامهم، لم يعقهم هذا عن القيام بواجبهم وأدائه وتحقيق النصر، فإن من يعمل مع الله عز وجل فى الجهاد يعنه الله عز وجل، وكذلك من يقوم بأداء أى عمل وهو فى شهر الصيام فهو شهر البركة والخير والانتصارات.
وعلينا أن نتدبر هذه الدروس، فلا نقعد عن القيام بواجباتنا ولو كانت الجهاد فى سبيل الله.
ونرجو من الله عز وجل إذا أقدمنا عليه ونحن فى الصيام أن ينصرنا كما نصر السابقين فى حروبهم وهم فى صيامهم.. نسأل الله عز وجل أن نتدبر هذه المعانى، وأن نسلك على منوال السابقين، وأن نسير على طريقهم، ونفهم رمضان فهمًا صحيحًا، إنه على ما يشاء قدير.. وإلى لقاء آخر بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة