أغلب المشاهدين ينتبهوا للمسلسل او الفيلم من اسم النجم، خصوصا فى الأعمال الذى يسيطر فيها نجم واحد ،وباقى الممثلين مجرد سنيدة او كومبارس يخدمون على النجم ، الذى يضرب ويسيطر ويحصل على الاجر الاعلى وقد يلتهم نصف تكلفة العمل كله. وهذه العدوى انتقلت من السينما الى التلفزيون، بسبب بطالة بعض كبار النجوم فى السينما. وهى اعمال لايتوقف عندها الجمهور لكونها مجرد تسلية.
لكن الأمر يختلف بالنسبة لأسامة انور عكاشة وعدد محدود من المؤلفين، مثل محفوظ عبد الرحمن متعه الله بالصحة، أو صفاء عامر . يتوقف المشاهدون كثيرا عند اعمال اسامة انور عكاشة ، وهو أول من وضع اسم المؤلف قبل باقى عناصر العمل. ثم ان اعمال اسامة انور عكاشة ، تنتمى للاعمال الجماعية، اكثر من نجم وبطل اول وثانى وثالث ورابع، وهناك نجوم ولدوا من اعمال اسامة. وحتى من شاركوا بأدوار بسيطة لاحتلوا مكانة لهم فى الدراما.
نقطة أخرى مهمة ان اعمال أسامة عكاشة تستمد قوتها من افكارا فلسفية ،و تاريخية وتتعدد فيها وجهات النظر مثل الحياة، ويطرح اسامة أسئلة ولا يقدم إجابات ولديه قدرة على تقبل التنوع، ولهذا اتهم من كل الاطراف تقريبا، وهى علامات نجاح؟.
ربما كان أسامة انور عكاشة محظوظا بالعمل مع مخرجين كبار، مثل محمد فاضل وإسماعيل عبد الحافظ وانعام محمد على، ممن قدموا اعماله بشكل لائق ، وراينا عشرات النجوم والابطال يخرجون من اعمال اسامة عكاشة. ربما لهذا لم يظهر نموذج مشابه او مماثل لاسامة انور عكاشة وسادت مسلسلات النجم الواحد او خلطة الاكشن مع الجريمة والغموض والمطاردات والاعمال التى يختلط فيها الحدث بالبطل.
اعمال اسامة عكاشة أعادت الاحترام للنص والورق، والفكرة والعمل الجماعى، لهذا ترك رحيله فراغا. خلال السنوات الأخيرة واحد من عالم الموهوبين المثقفين المضروبين بالوعى والتاريخ والثقافة.. عبد الرحيم كمال ، كاتب صعد خلال سنوات بخطوات ثابتة ،وقدم اعمالا كل منها تقوم على الفكرة والتيمة الكبيرة التى تصنع حدثا وعالما من الخيوط والصراعات التى تتقاطع وتعيد كشف ما بداخل البشر .
فعلها عبد الرحيم كمال فى "الرحايا" وقدم نموذج لعالم الصعيد الحقيقى، وليس صعيد التلفزيون، ثم قدم مع يحيى الفخرانى اعمال مهمة منها شيخ العرب همام ملحمة عن مرحلة غامضة من تاريخنا، ثم "الخواجة عبد القادر" الكاشف لحقيقة الايمان بعيدا عن الطقوس. و" دهشة" وأخيرا ونوس التى تقوم على أسطورة فاوست . صفقة الشيطان مع انسان يمنحه الثروة والخلود مقابل ان يأخذ روحه.
عبد الرحيم كمال فى اعماله يناقش التابوهات مثل الايمان والعائلة والتاريخ، لكن موهبته انه يمنح الافكار الصعبة شعبية بخلطها مع تيمات شيقة. وهو ما ينقل الأفكار الصعبة الى شعبية ويحل ازمة المثقفين مع الجمهور. وهى قصة اخرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
استمرار جيل العمالقة أكبر ضمان للنهضة الثقافيه والفنيه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
المرصد (السورى أو العراقى أو ضع أسم بلدك) لحقوق الأنسان و مقره لندن
شكرا على الأضاءه - يؤسفنى أبلاغك أن أغلب ماذكرته كنت أجهله - تحيه لعبد الرحيم كمال