"قِف بأرضك " ليس شعار ! انه اسم لقانون تم تشريعه من المجلس التشريعي بولاية فلوريدا الامريكية منذ أعوام ، وهو يسمح لسكان الولاية بحمل السلاح وإطلاق بعض الأعيرة النارية التحذيرية اذا ما شعروا بخطر يهدد حياتهم الي ان تم اختراق هذا القانون في ليلة دامية علي الولاية أُطلقت فيها أعيرة النار بإعداد كثيفة لم تحدث من قبل ولم تنقطع داخل ملهي المثلين.
الافغاني عمر متين المعتنق للفكر التكفيري اختار ارضه داخل ملهي للمثلين بفلوريدا حاملا سلاحه المرخص دون ان يُخبأه أسوة بالآخرين مِن من يقْتنى الأسلحة في الأماكن العامة وقد خَلْف ورائه ٥٠ جثة و٥٣ مصابا
هذا الشاب المسلم الذي لم يتجاوز من العمر التسعة والعشرين عاما والتي تحاول وسائل الاعلام الامريكية تصويره علي انه سوبر داعش اصاب بمفرده ١٠٣ شخص بسلاح عادي ، الحادث الخيالي الفظيع لم يصُب الا في مصلحة التطرّف الامريكي اليميني العنصري من جهة ومصلحة مرشح الجمهوريين دونالد ترامب العدو اللدود للمسلمين من جهة اخري ، فسرعان ما اظهر شماتته في وجوه من اتهموه بالعنصرية ومنهم المثليين وهو يطالب بتعامل جاد وحاسم مع الارهاب حتي وان كان عنصريا وضد المسلمين المسالمين وكان رد فعله مسار جدل وعلامات استفهام كبيرة اذا ماكان له علاقة بما حدث وان ضربة فلوريدا كانت رسالة لإدارة اوباما حيث ان جهازه الاستخباراتي أغلق من قبل ملف عمر متين الذي وضع تحت المراقبة عامين بالسابق ، ويبدو ان الأجهزة الاستخباراتية قد أخذت اوامرها بالفعل من اوباما باغلاق جميع ملفات الإسلاميين الإرهابيين وهو مايبرر ايضا تأخُر محاكمات من تورطوا في احداث ١١ سبتمبر بل وإغلاق الملف مؤقتا من قبل رئيس المخابرات.
الاسلاموفوبيا ونماذج من التعاطف مع الضحايا المثليين باستخدام الوان قوس قزح شعار الشمولية والتنوع عند فئات عديدة لاحت مؤخرا وأصبحت الحديث الأهم بعدما اُظهر فيديو مُسجل لاحد الائمة المساجد الرئيسية في فلوريدا خطبته عن عقوبة المثليين او اللواط في الشريعة .
وقال ان لا خلاف علي العقوبة فهي القتل وإنما الخلاف علي كيفية القتل .. لكن هذا لم يؤجل دفع البيت الابيض الذي يسيطر عليه الجمهوريين لمطالبة الكونغرس بإصدار قانون يمنع امتلاك أسلحة هجومية علي الجميع فقد شعروا ان المتطرفين يحبون قتل الامريكان .
قبل ايام شهدنا جميعا ماقدمته جنازة الراحل محمد علي من مثال للوجه المتسامح للإسلام داخل امريكا تلاشت فيه الكراهية الامريكية للمسلمين بعض الشئ حتي جاء هذا الحادث ليؤكد علي فكرة حمل السلاح بكل حرية وشرائه وبيعه وتداوله كوسيلة للدفاع عن النفس ، هذا العبث في تجارة السلاح والغير منظم بحجة مكافحة الارهاب اصبح يتنامى بشكل مرعب وينمي ميول العنف فالسلاح لن يقضي علي الارهاب بل يخلق ارهابيين جُدد لان تجارته لم يعد لها دين او دولة ولم تعد تهتم بان تتجرع امريكا من نفس الكأس الذي تجرعت منه منطقتنا العربية المقسمة بفعل السياسات الدولية ومنهم سياسة امريكا ، وبعد وجود هذا التهديد سقطت هذه السياسيات داخل الولايات المتحدة الامريكية فالإرهاب جاء الي دارهم مصنوع بحرفية .
العملية الإرهابية القوية والجريمة التي ارتكبها متين حملت انتهازية متطرفين اخرين وفرصة ثمينة لتحقيق مكاسب سياسية معينة تديرها الصراعات الدامية ! فمن يدير داعش القادرة علي العيش داخل امريكا.
فضيحة إدارة اوباما وسلطاته المتآمرة علي نفسها كشفت عن وجود الفكر المتطرف المسكوت عليه داخل امريكا بلا عقوبات او تصحيح بل وتم تهيئة أدواته من السلاح والعناصر بمواءمة سياسية ، التطرّف الأيدلوجي الاسلامي الان هو واقع داخل امريكا وملاذ امن للارهابيين أرادت هذه الادارة ان تنفي وجوده لكن حادث فلوريدا كشف الستار عنه اثناء صراع الرئاسة وان كان الصراع الرئاسي لن يغير في الامر شيئا فالإرهاب في امريكا الان يُصنع داخلها والا يحتاج لكل هذه التحالفات الخارجية ضد التنظيم بل يحتاج لخطة امنية مختلفة من الامن القومي داخل امريكا ترفض سياسة اوباما والمرشحة كلينتون لاحتواء داعش .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة