فى شارع الجيش بمنطقة باب الشعرية أجرى "اليوم السابع" جولة ميدانية على 10 محلات لبيع المواد الكيميائية لتفقد أوضاعها والقائمين عليها، تحت ستار البحث عن عدد من المكونات من أجل مطبعة تستخدمها فى تحضير الأحبار.
بالقرب من محطة مترو الجيش يقع محل "ن. ل"، وبالسؤال عن مواد مثل التولوين التى تدخل فى بعض المركبات، كالعطور والمنظفات، ويعتبر أيضا من المكونات الأساسية لمادة “tnt” شديدة الانفجار، بالإضافة إلى حمض نيترك أسيد، الذى له استخدامات متعددة ويدخل فى صناعة المتفجرات أيضا، أفاد أحد العمال بالمحل بأنهما غير متوفرين لديه الآن، ويمكن شراؤهما فى المجل المجاور له.
وبالرغم من عدم وجود المطلوب فى المحل المشار إليه، لكن كانت هناك العديد من الملاحظات، مثل تكدس العديد من المواد الكيميائية بشكل كبير داخل المحل، وأن شراء المواد يتم بكميات كبيرة، فضلاً عن أن العاملين لا يلتزمون بأى معايير للأمان لحمايتهم من التعامل المباشر مع هذه المواد الخطرة، بداية من ارتداء القفازات، فيما علق صاحب المحل لافتة مكتوبا عليها "نعتذر عن عدم بيع الأحماض"، وهو ما فسره أحد الزبائن بأن السبب وراء عدم بيع المحل للأحماض يرجع لخطورتها.
فى المحل "ن" كان أحد العمال يعمل على تفريغ محتويات برميل فى عدد من البراميل الأقل حجمًا على الرصيف خارج المحل، وبدون ارتداء قفاز، فيما تقف الفتاة بجوار زميلها لكنها تقوم بتعبئة أكياس من مادة سائلة متواجد برميل أزرق كبير الحجم، وعند سؤالهما عن المواد السابق الإشارة إليها جاءت إجابة المشرف عليهما بأنه، "لا يوجد لدينا تولوين، ويمكن أن تجدها فى المحلات المنتشرة فى شارع الجيش، بينما يوجد حمض نيتريك أسيد والكيلو بـ5 جنيهات، والصودا الكاوية الكيلو بـ10 جنيهات".
بعد عدة أمتار عثرنا على مادة التولوين فى محل "ف.ر"، وكشف صاحبه أن الكيلو منها بـ20 جنيهًا، المثير فى الأمر بالنسبة لهذا المكان، أن القائم عليه كان يُدخن سجائر بشكل طبيعى بجانب المواد الكيميائية.
الوضع لم يختلف كثيرًا بالنسبة لأغلب المحلات المتواجد فى الشارع على امتداده وصولا إلى منطقة العتبة، إلا أن المحل "ك. هـ" أكد صاحبه أن مواد تولوين والصودا الكاوية ونيتريك أسيد وغيرها من الأحماض غير متوفرة فى الوقت الحالى، لأنها نفدت بسبب كثرة الإقبال عليها، فيما يبيع محل "د.د" مادة التولوين بالجركن بدلا من الكيلو والذى يصل سعره لـ20 جنيهًا، والمثير أن عدداً من العاملين فى المحلات المجاورة كانوا لا يعلمون أى شىء عن المواد المذكورة أو مدى خطورتها.
نقطة أخرى تجدر الإشارة إليها بأن محلات المواد الكيميائية فى شارع الجيش المعروف بتكدسه بالمواطنين والمحال التجارية، وهو ما ينذر بكارثة كبيرة، حال وقوع أى حادثة، خاصة أن العامل المشترك بين تلك المحال هو غياب عوامل الأمن الصناعى بشكل تام.
الحد من تداول هذه المواد الخطرة يراه الدكتور حسن عتمان، رئيس جماعة المنصورة الأسبق وأستاذ الكيمياء العضوية، بأنه أمر بالغ الصعوبة، خاصة أن هناك العديد من المواد الحارقة، مثل البنزين والسولار، التى يمكن أن تستخدم بأكثر من طريقة، مؤكدًا أنه يُمكن تقنين وضع مشترى تلك المواد من خلال عدم بيعها إلا لحاملى تراخيص المصانع التى تستخدمها فى الإنتاج وليس أى شخص.
وأوضح أستاذ الكيمياء العضوية أن غياب الأمن الصناعى فى تلك الأماكن أزمة كبرى، خاصة أن تلك المواد قد تخلف آثاراً مدمرة حال وقوع أى خطأ، مثل شرب السجائر بجواره، ما قد يؤدى لاشتعال الحرائق، مؤكدًا أن التشديد على وجود عوامل الأمن المدنى لا مفر منه ومتابعته دائمًا من الجهات المختصة.
فيما أكد الدكتور السيد المليجى، نقيب المهن العلمية، أن حمض نيتريك أسيد من الاحماض الخطيرة، وأيضا "التولوين" الذى يستخرج منه مادة "تى إن تى" التى تدخل بشكل مباشر فى صناعة المتفجرات، القنابل بدائية الصنعة منها والذرية، والحال نفسه بالنسبة للصودا الكاوية، مشيرا إلى أن الحل، من وجهة نظره، يكمن فى إصدار قانون مزاولة المهن العلمية للحد من هذه الأزمات، خاصة أن تلك المحلات تحصل على التراخيص من الحى بدون أى معايير أو اشتراطات لعملها، كما أن العاملين فيها يورثون المهن عن عائلتهم وليس حسب الدراسة العلمية، والحصول على الشهادات اللازمة.
موضوعات متعلقة..
- ضبط 20 "جسم هيكلى" وأكياس تحوى مواد كيماوية داخل شقة بالمحلة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة