كل رمضان ومصر بخير أعاده الله علينا جميعًا بالخير والبركات دون المقالب والمسلسلات بما تكتظ به من موبيقات وتفاهات!
فقد حثنا النبى الكريم صلى الله عليه وسلم على أن نعلم أولادنا السباحة والرماية وركوب الخيل وأن نهتم بتربيتهم بدنيًا ونفسيًا ودينيًا، كما تربينا من زمنٍ ليس ببعيد على طقوس الشهر الكريم بكل ما تحمله كلمة الكرم من معانٍ كثيرة.
فقد كانت طقوس الشهر الكريم تدفع الإنسان إلى الاستغراق فى روحانياته مختلطة ببهجته وخيراته، فتجمع بين البهجة والبركة والتعبد كلُ لا ينفصل عن الآخر.
لكننا وبكل خجل قد تم اختراقنا بجيوشٍ من الطغاة لا يدخرون جهدًا فى صرف المسلم عن كل روحانيات وأجواء شهر رمضان، واستنزاف وقته فيما يضر ولا ينفع وترسيخ لقيم وتقاليد وأجواء سخيفة لا تعود على أولادنا إلا بالكثير من التخريب لعقولهم والتكسير لكل القيم والمعايير والطقوس التى تربينا عليها نحن ومن سبقنا من أجيال !
فتبدلت الأحوال من حال إلى آخر لا يمت له بأية صلة، فخرجت أجيال جديدة لا تعرف شيئًا عن تقاليد الماضى وآدابه، ولم يسعدها الحظ لتستمع إلى قرآن المغرب الذى كان يسبق مدفع الإفطار بوقتٍ كافٍ والمسحراتى والمسلسل الدينى والتاريخى الذى كنا نخرج منه بفوائد ومعارف كثيرة لا ننساها حتى الآن ولا المسلسل الاجتماعى الذى يهدف إلى غرس قيم معينة وخلق القدوة التى اقتدى بها كثير من الشباب من أجيال الزمن الطيب قبلما تنهال علينا شياطين الإنس بوابل الرداءة والانحطاط الذى لا ينجو من تبعاته إلا من قبض على دينه وقيمه كالقابض على جمرة من النار !
فعندما تتجول بين سيل القنوات المملوكة الفضائية المحلية وكذلك القنوات العربية التى غزت السوق المصرية بثقلها وكثرة أموالها تجد ما لا يسر ولا ينفع بل حتمًا يضر، فتجد نفسك حائرًا بين مجموعة اسكتشات سخيفة ومكررة تكرس للتدنى الأخلاقى والتردى اللفظى وتعلى من قيمة القدوة المتمثلة فى البطل البلطجى الذى يبيح المخدرات والخمور والألفاظ الخادشة ليتعلمها ويتربى عليها أجيال من المسطحين فكريًا ودينيًا وعلميًا !
كما تجد قنوات الدولة الرسمية كلما حاولت أن تلتقط الأنفاس تغشاها موجة جديدة عاتية لتغرقها غرقًا محتما كى لا تقوم لها قائمة من جديد، ليستمر الغزو والتمكين لمن لا يقيمون وزنًا لمثل هذه القيم والعادات والتقاليد ولا يهتز لهم طرف إلا لحسابات المصلحة ولا يعرفون لغة غير لغة الأرقام!
نهاية: أستحلفك بالله سيادة الرئيس وجميع المسؤولين عن منافذ الإعلام فى الدولة أن توقفوا هذه المهازل التى تهوى بأجيالٍ تتبعها أجيال إلى هوةٍ سحيقة من التدنى لا تقل أبدًا فى خطورتها عن مشكلة تطوير منظومة التعليم المتردية، بل ربما تعد أكبر وأعظم خطرا.