اتهام الشيخ على عبدالرازق بالكفر والإلحاد
بدأت أمس الحديث عن معركة على عبدالرازق وكتابه «الإسلام وأصول الحكم»، وذلك فى محاولة استذكار للتاريخ بمناسبة الجدل حول مادة «ازدراء الأديان»، التى سعى نواب فى البرلمان إلى إلغائها من القانون، بينما تمسكت الحكومة بها، وأستكمل:
خرج كتاب «الإسلام وأصول الحكم» إلى النور، هاجم الخلافة وقال إنها ليست دينا، فانفتحت النيران ضد على عبدالرازق، اتهمه البعض بالكفر والإلحاد، رد عليه مفتى الديار المصرية السابق الشيخ، محمد نجيب المطيعى، بكتاب «حقيقة الإسلام وأصول الحكم» وقال فيه: إن كتاب على عبدالرازق هو «كفر صريح يجب على قائله أن يتوب منه ليرجع إلى حظيرة الإسلام»، وردد المطيعى فى كتابه أكثر من مرة اتهامات:
«طفل، أعمى الله بصيرته، أبله، يعبث بالأمن العام، يسعى فى الأرض بالفساد، يطعن الملوك، يعتدى على الأمة، ظالم، معاند، كاذب، ملحد، كافر، فاسق»، وعن الخلافة قال الشيخ المطيعى: «إن الخلافة هى أكمل أنواع الحكومات، إنها لم تكن سببا فى نكبات المسلمين، ولكن نكبات المسلمين إنما جاءت على المسلمين من مخالفتهم ما تقتضيه الخلافة، إن الخلافة الإسلامية هى الشبح المخيف الذى لو رآه أشجع رجل فى أوروبا، ولو فى منامه، لقام فزعا يرتجف قلبه، وتعلوه رعدة، كما ارتعد العصفور بلله القطر، أو كما ارتعد المحموم خالطته البردة».
دخلت «هيئة كبار العلماء» إلى المعركة، ورأت ضرورة محاكمة «عبدالرازق» على ما جاء بكتابه، وطبقا لـ«شفيق باشا»، فإن الهيئة رأت أن الأستاذ ملوم فى سبع نقاط قالت إنها وردت فى كتابه وهى:
1 - جعل الشريعة الإسلامية شريعة روحية محضة لا علاقة لها بالحكم والتنفيذ فى أمور الدنيا، 2 - إن الدين لا يمنع من أن جهاد النبى صلى الله عليه وسلم كان فى سبيل الملك لا فى سبيل الدين ولا لإبلاغ الدعوة إلى العالمين، 3 - إن نظام الحكم فى عهد النبى كان موضوع غموض أو إبهام أو اضطراب أو نقص وموجبا للحيرة، 4 - إن مهمة النبى كانت بلاغا للشريعة مجردا عن الحكم والتنفيذ، 5 - إنكار إجماع الصحابة على وجوب نصب الإمام وعلى أنه لا بد للأمة ممن يقوم بأمرها فى الدين والدنيا، 6 - إنكار أن القضاء وظيفة شرعية، 7 - إن حكومة أبى بكر والخلفاء الراشدين من بعده كانت لا دينية.
يصف أحمد شفيق باشا وقائع الجلسة التى دارت بين هيئة كبار العلماء والشيخ الأستاذ على عبدالرازق، بدءا من دخوله ثم إلقائه السلام على الجالسين بقوله: «السلام عليكم»، لكن وحسب شفيق: «لم يسمع لتحيته ردا أحسن منها ولا مماثلا لها».
وبعد السلام، أمره شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمد أبوالفضل الجيزاوى بالجلوس، ثم سأله وهو يرفع الكتاب: «الكتاب ده كتابك؟»، فأجابه المؤلف: «نعم هو كتابى»، فسأله شيخ الأزهر: «وهل أنت مصمم على كل ما فيه، فأجاب: «نعم مصمم».
غضب شيخ الأزهر من هذه الإجابات، فألقى الكتاب على المنضدة قائلا: «هذا الكتاب كله ضلال وخطأ، ولكنا نحن كتبنا لك عن نقط شبع فيه، ولو أنه فيه غيرها كثيرا كلها ضلال أيضا، وسأقرأ لك هذه النقط السبع».
قرأ شيخ الأزهر النقط السبع، ثم قال: «هل عندك ما تقوله؟».. يتبع.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
لطالما استعبدت الاديان الانسان في الارض باسم المجهول الذي اسموه الله...ان لهم ان يسبحوا ضد التيار