تكرار ظهور صفحات الغش، وتسريب امتحانات الثانوية العامة يؤكد ثلاثة أمور مهمة لكل ذى عينين، أولها أنها ليست نتاج تفكير طلاب بلداء فى الثانوية، يريدون نشر الإجابات عن أسئلة الامتحانات حتى يحصلوا على درجات عالية من دون مجهود، كما جرت العادة مع الغشاشين طوال السنوات الماضية، وثانيها أن العقل الرئيسى وراء هذا التوجه لإفشال الثانوية العامة يخطط ويوجه من خارج مصر إلى أتباعه المنتشرين فى الداخل، الأمر الذى يفسر ظهور مثل هذه الصفحات فى محافظات مختلفة، وبعضها يديرها «أدمن» من المدرسين المتطرفين، وكلما تم ضبط «أدمن» إحدى الصفحات ظهر آخر بنفس الطريقة والأسلوب فى محافظة أخرى، مما يؤكد أن التعليمات واحدة وصادرة من مصدر واحد منظم، ويعرف ماذا يفعل، وثالثها أن كثيرًا من تسريبات الامتحانات أو إجابات امتحانات الثانوية مزيفة، وليس الغرض منها مساعدة الطلاب البلداء على الغش والنجاح بصورة غير شرعية، بقدر إثبات اختراق وزارة التعليم وإفساد الامتحانات لتحقيق الهدف النهائى من هذا التوجه وهو إجهاد الدولة المصرية.
الملاحظ فى صفحات الغش أنها تظهر تحت عناوين لافتة، وتحاول إضفاء صبغة ثورية على ما تفعل، كما تسعى لتبرير جرائمها بأنها تسعى إلى إصلاح أحوال التعليم، والانحياز إلى صفوف المعلمين المقهورين الذين لا يحصلون على حقوقهم من الدولة، إلى آخر هذه التبريرات ذات الطابع السياسى، والتى لا يمكن أن تخرج عن طلاب أفراد أو حتى معلمين أفراد قرروا الانحراف برسالتهم التعليمية السامية، وتقمص دور الشيطان الرجيم الذى يحض البشر على الفساد والعصيان!
وخطورة صفحات الغش وتسريب الامتحانات أنها تستمد قوتها وقدرتها على الاستمرار من مصدرين أساسيين، الأول داخل قطاعات وزارة التربية والتعليم نفسها من خلال المدرسين المتطرفين الموالين لجماعة الإخوان الإرهابية، والثانى هم أتباع الجماعة الإرهابية من الطلاب والمدرسين الذين يتلقون الأوامر بتصوير ورقة الأسئلة فور توزيعها وإرسالها عبر «واتس آب» إلى «أدمن» الصفحات المجهزين لرفعها على الصفحات مباشرة، والتواصل مع مدرسين جاهزين لهذا الأمر فقط، لنشر الإجابات عن الأسئلة بأسرع وقت.
المدرسون وأعضاء الكونترولات والقيادات الوسطى بالوزارة التابعون للإخوان لا يعدمون الحجج التى تسوغ لهم القيام بجرائمهم من تسريب الامتحانات إلى الغش، كيدًا فى النظام، ومقاومة لسلطات الدولة، وانصياعًا لأوامر قيادات الجماعة التى تقوم على الطاعة العمياء الخرساء الصماء، وبالتالى فإن خطر التسريب يمكن أن يفسد الامتحانات فعلًا إذا تم قبل عقد اللجان بساعات، كما حدث فى امتحان التربية الدينية، وكما أفاد بعض الطلاب عن تسريب امتحان اللغة العربية فى بعض المناطق ،وهؤلاء يجب التعامل معهم بالحزم والاستبعاد الفورى عن أى موقع لصنع القرار داخل وزارة التعليم، بما فى ذلك الكونترولات أو وضع الأسئلة، لأن وجودهم فى مفاصل الوزارة لا يعنى إلا ارتكاب الجرائم، والتسبب فى كوارث للوزارة تستهلك الوقت والجهد حتى يتم استيعابها، والأفضل التعامل معهم باعتبارهم أزمة محتملة دائمة، وإدارتهم بمنطق درء البلاء قبل وقوعه.
أما المصدر الثانى للتسريب والغش، فهم الطلاب والمدرسون المنتمون لجماعة الإخوان، فلا يمكن السيطرة عليهم مائة بالمائة، ولكن يمكن تحجيم خطرهم بالتشديد الأمنى والرقابى داخل اللجان، والتنسيق مع الجهات المعنية بمواجهة الجرائم الإلكترونية داخل وزارة الداخلية، وكلما أمكن إسقاط ومحاسبة أكبر عدد من الغشاشين الإخوان، أمكن السيطرة على سيناريو إجهاد الدولة المصرية فى معارك جانبية بهدف إثارة الغضب الشعبى، وإثبات فشل الحكومة فى إدارة الملفات الأساسية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رهف
الفساد