هناك أمور كثيرة يستحب أن يقوم بها الصائم، منها تعجيل الإفطار، حيث يستحب للصائم تعجيل الإفطار فور غروب الشمس، وذلك لما روى عن النبى أنه قال: «لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ فإن تأخر لعذر فلا يكره»، وكذلك تأخير السحور، لقوله: «لا تَزَالُ أُمَّتِى بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الإِفْطَارَ وَأَخَّرُوا السُّحُورَ»، وأن يفطر على تمر أو ماء.. لما سبق ذكره أن النبى «إذا كان صائمًا لم يصل حتى يؤتى برطب أو ماء فيأكل أو يشرب»، إن لم يجد التمر فعلى حلو وماء، لأن الحلو يقوى، والماء يطهر.
وهناك أمور يجب على الإنسان الاحتياط منها، أولها صون اللسان،حيث يستحب للمسلم بصفة عامة الإعراض عن الجاهل الذى يسبه أو يشتمه، ولا ينشغل بالرد عليه لقوله تعالى «وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا»، ويتأكد ذلك فى حق الصائم لقوله صلى الله عليه وسلم «وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»، كما يتأكد فى حق الصائم ترك سائر المحرمات التى تحرم عليه فى الصيام وغيره، كقول الزور وشهادته، ونحو ذلك لقوله «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»، ولأن ذلك قد يذهب بأجر صومه كلية لقوله «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إلا السَّهَرُ».
وهناك أمور يكره على الصائم القيام بها، أولها الوصال، حيث يكره عند جمهور الفقهاء للصائم الوصال، وهوعدم الفطر ليلًا بين اليومين، ويستثنى من ذلك النبى، فقد كان يصل بين بعض الأيام فى صومه.
عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أنه وَاصَلَ فَوَاصَلَ النَّاسُ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَنَهَاهُم،ْ قَالُوا إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ: «لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّى أَظَلُّ أُطْعَمُ وَأُسْقَى»، وحمّل الشافعية النهى الوارد فى الحديث على التحريم، فلا يجوز الوصال عندهم.
ثانيًا: القبلة، ومقدمات الجماع، والتفكير فيه إن أمن تحرك الشهوة ونزول المنى، فإن لم يأمن ذلك حرم عليه كل ذلك، وإنما كره له ذلك مع الأمن احتياطًا.. ثالثًا: تذوق الطعام.. يجوز لإنسان أن يذوق الطعام بطرف لسانه ثم لفظه من غير أن يبتلع منه شيئًا، فإن ابتلع منه شيئًا أفطر، ولذلك يكره تذوق الطعام إذا لم تكن هناك حاجة لذلك.. رابعًا: جمع الريق ثم ابتلاعه، حيث يكره للصائم تعمد جمع الريق فى الفم ثم ابتلاعه، حيث يرى البعض أنه يفسد الصوم.. خامسًا: ما يخشى الضعف بفعله، فيكره الاحتجام، والفصد إذا كان يخشى من فعلهما ضعف البدن، وزيادة مشقة الصوم.. سادسًا: المبالغة فى المضمضة، والاستنشاق، لقوله صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة: «وَبَالِغْ فِى الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة