الرؤية غائبة والارتباك واضح أمام كابوس الثانوية
التوقعات تشير إلى أن ورقة أسئلة امتحانات الثانوية العامة، اليوم، سيتم تسريبها أيضا استمرارا لمهزلة تسريب امتحانات الثانوية رغم عمليات القبض على عدد من الأشخاص بتهمة نشر الامتحانات على صفحات الفيسبوك والقبض على مسؤول بالمطبعة السرية للامتحانات.
القصة تحولت إلى مأساة حقيقية وملهاة فى الوقت ذاته وباتت شبيهة بلعبة «القط والفار أو توم وجيرى» الشهيرة.. ومازالت اللعبة مستمرة طالما استمر النظام العقيم للثانوية العامة وطريقة وضع امتحاناتها. فمشاهد البكاء والانهيار وصور الرعب على وجوه الطلاب وأولياء الأمور هى ذاتها التى نراها فى كل عام بسبب صعوبة الامتحانات أو شائعات التسريب.
أهدرنا- حكومة وأهالى- مليارات الجنيهات على التعليم ما قبل الجامعى وخاصة الثانوية العامة ومع ذلك يتم تسريب الامتحانات والغش الجماعى ويتساوى الذين اجتهدوا فى استذكار دروسهم وأنفقوا أموالا طائلة على الدروس الخصوصية والذين انتظروا «تشاومينج» لتسريب الامتحان والغش العلنى..!!
وبحسبة بسيطة للغاية سوف نكتشف أن حجم الأموال المهدرة على الثانوية العامة فقط يتجاوز أكثر من 170 مليار جنيه موزعة على حوالى 40 مليار جنيه دروس خصوصية وحوالى 30 مليار على المدارس الخاصة، علاوة على المدارس الحكومية الأخرى وحصة التعليم فى الموازنة العامة والمقدرة بحوالى 72 مليار جنيه.. والمحصلة لا تتجاوز الصفر والنتيجة غش وتسريب.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل يزداد سوءا بمزيد من التعقيد فى الامتحانات، وخاصة فى المواد العلمية مثل مادة الفيزياء يوم الخميس الماضى، ولا أعرف ما سر التعقيد ووضع امتحانات غاية فى الصعوبة وما الفائدة من وراء ذلك، فالمناخ العام فى مصر ليس فى حاجة لمزيد من التعقيد والقلق والرعب والخوف على وجوه الطلاب وأهاليهم حتى يأتى لنا عباقرة وضع الامتحانات بمزيد من التعقيد.
على سبيل المثال مادة التفاضل والتكامل وهى مادة لشعبة الرياضة فى القسم العلمى تعتمد على التحليل والتفكير، وللمرة الثانية يأتى الامتحان فوق مستوى الطالب الممتاز. والسؤال: هو لماذا كل هذا التعقيد والرعب والإرهاق النفسى والذهنى وفى شهر الصيام وشدة حرارة الجو؟ هل هناك تفسير واحد لحالة الطوارئ للأسر المصرية بسبب الثانوية العامة فلا زيارات ولا صلة رحم ولا مظاهر اجتماعية على الإطلاق حتى تنتهى الثانوية العامة وينتهى كابوسها ورعبها؟ وما النتيجة؟ درجات منخفضة.. هزيمة للطالب وانكساره وفقدان الثقة فى نظام التعليم وفى مستقبله بسبب نظام تعليم فاشل لا فائدة منه سوى تخريج آلاف من العاطلين.
والنتيجة أيضا إهدار مال عام دون تحقيق العائد منه، فالرؤية غائبة والارتباك واضح أمام كابوس الثانوية العامة والعجز مستمر للتخلص من هذا الكابوس بالاستعانة بتجارب الدول الأخرى التى سبقتنا فى تطوير وإصلاح تعليمها وتوظيفه لصالح خطط ومشروعات التنمية أو ربط التعليم بسوق العمل، مثل الهند والصين وسنغافورة وغيرها، فالتعليم له فائدة واحدة فقط هو الإسهام فى نهضة الأمم من خلال نظم تعليمية حديثة تجعل التعليم غاية كبرى وهدفا أسمى للبناء والتنمية وارتقاء الإنسان وليس كارثة وكابوسا يؤرق حياته ويهدد مستقبله.
تطوير وإصلاح التعليم يحتاج إلى دعوة عاجلة لكل خبراء التعليم فى مصر لوضع روشتة عاجلة لعلاج التعليم المصرى، فنحن أمة ليست فى خطر فقط بسبب تعليمها، وإنما أمة غاصت فى قلب الخطر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل جورجى
ارفعو ايديكم عن التعليم واتركوه للمتخصصين