قبل أيام قليلة كنت أستقبل رهانا من أحد أساتذتى، أن المصرى سينهزم أمام الزمالك بكل بساطة، مثل آلاف الأهلاوية، حسام حسن سيتساهل ليضيع الدورى من النادى الأهلى بعدما تمكن من هزيمته فى المباراة السابقة، ردى كان ببساطة أن العميد ظلم كثيرا، وأنه سيقدم كل ما لديه أمام الزمالك مثلما فعل أمام الأهلى، ليثبت جدارته بالفوز وبالمركز الثالث فى بطولة الدورى، بعدما حجزه بعرق وجهد السنوات.
من زملكاوى أصيل حجز مكانه كثيرا فى مدرجات "الثالثة يمين"، وغضب بالأمس لضياع الدورى، ومن كل قلبى أهنئ اليوم حسام حسن على كل ما قدمه من كرة قدم حقيقية هذا الموسم، مبروك لأن حسام حسن ربما هو أحد أكثر اللاعبين الذين شاهدتهم يتعرضون للظلم منذ بدأت تشجيع كرة القدم، أحد اللاعبين الذين ظلموا بإرغامهم على ترك النادى الذى تربوا فيه، وقدم هو توأمه إبراهيم فى الأهلى كل شىء بينما كان فى قمة مجده، ثم ظلما بعدما أثبتا خطأ إدارة النادى فى هذا الوقت بتألقهما الكبير مع نادى الزمالك وحصد البطولات والتهديف فى شباك فريقهما السابق.
منذ شاهدت كرة القدم ولم أرَ حسام حسن سوى وهو يقاتل بكل شرف وجهد لصالح المكان الذى يتواجد فيه، لم أشاهده يخون النادى الأهلى فى أى لحظة تواجد فيها بداخله، مرات عديدة كان يؤكد رغبته فى البقاء داخل القلعة الحمراء، ويؤكد هو وأخوه أن إدارة القلعة الحمراء فى ذلك الوقت تطالبه بترك الكرة، وهو فى قمة مجده، وحينما دخل لصفوف الزمالك قدم كرة وكأنه تربى بين جدران ميت عقبة، وفى منتخب مصر لم يشارك فى مباراة سوى وقدم خلالها كل ما يمكن تقديمه.
صاحب أعلى سجل أهداف فى تاريخ القارة السمراء على المستوى الدولى بـ83 هدفا، انتقل إلى عالم التدريب وبحماس شديد -تسبب فى بعض التجاوزات أحيانا- تمكن من حجز مكانه، وأرهق الأندية الكبرى فى كل مرة، ولكن هذا العام قدم أداء استثنائيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبفريق معظمه من اللاعبين صغار السن قليلى الخبرة، كاد يضيع الدورى من النادى الأهلى بعدما لعب بشرف مع فريقه الحالى، ثم عاد به للقلعة الحمراء بعدما لعب بنفس الشرف والقوة أمام نادى الزمالك.. مبروك حسام حسن على كل شىء، شكرا لأن كل مشجع حقيقى لكرة القدم استمتع بكل ما قدمته من عبقرية فى مركز رأس الحربة، بالتحركات والروح والرؤية التى من الصعب أن نراها مرة أخرى لهداف تاريخى، شكرا على كل ما قدمته لنادى الزمالك فى سنوات وجودك داخل جدرانه، وشكرا على صعودك بفريق شعبى كبير مثل النادى المصرى لتلك المكانة .
