جاء قرار الخروج من الاتحاد الأوروبى بعد مأزق فى المحكمة العليا الأمريكية يوم الخميس وضع نهاية فعلية لمساعى أوباما لإصلاح القواعد المنظمة للهجرة، كما أنه جاء فى الأسبوع التالى لأسوأ حادث إطلاق نار فى التاريخ الأمريكى الحديث.
وبالنسبة لأوباما تزيد هذه الانتكاسات من الضغوط التى يتعرض لها هو والديمقراطيون، لبذل المزيد من الجهد من أجل انتخابات الرئاسة التى تجرى فى الثامن من نوفمبر تشرين الثانى وخصوصا لدعم هيلارى كلينتون مرشحة الرئاسة المتوقعة عن الحزب الديمقراطى والتى تمثل أفضل فرصة لضمان عدم التراجع عما طبقه أوباما نفسه من سياسات.
وقال أوباما فى عشاء خاص لجمع التبرعات بمنزل ستيف سينج أحد أقطاب صناعة التكنولوجيا "إذا لم يكن أى منكم يرى أن المخاطر كبيرة من قبل فيجب أن تحسبوها كبيرة جدا الآن." ودفع الضيوف الحاضرون على مائدتين كبيرتين ما بين 10000 و66800 دولار لكل زوجين.
وكان أوباما قال من قبل: إن التكنولوجيا والعولمة يمكن أن تزيدا من الفرص للجميع، لكنه سلم بأن الأحداث الأخيرة تبين أن المنافسة العالمية أفزعت كثيرين أصبحوا يشعرون بأن القطار فاتهم.
وقد حقق دونالد ترامب المرشح المفترض عن الحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة وحديث العهد بالسياسة استفادة من تلك المخاوف فيما يتعلق بالاقتصاد والتجارة والهجرة وكلها مخاوف برزت فى حملة الدعاية لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وقال أوباما لنحو 3000 شخص دفع كل منهم 250 دولارا لحضور لقاء ترويجى يوم الجمعة نظمه جاى انسلى حاكم ولاية واشنطن الديمقراطى "من سوء الطالع أنه عندما يكون الناس خائفين ومتوترين سيظهر ساسة يحاولون الاستفادة من هذا الإحباط للدعاية لأنفسهم وكسب الأصوات."
وعاودت كلينتون الأسبوع الماضى التفوق على ترامب بفارق يتجاوز 10% وفقا لما توصل إليه استطلاع للرأى من "رويترز" نشرت نتائجه يوم الجمعة وأظهر أن 46.6% من الناخبين الأمريكيين يؤيدونها مقابل 33.3% لترامب.
وفى أبريل أخذ أوباما خطوة غير معتادة وسافر إلى لندن لدعم معسكر المنادين بالبقاء فى الاتحاد الأوروبى لحساب صديقه وحليفه ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الذى سيرحل الآن عن منصبه قبل رحيل أوباما.
وينذر الغموض المالى الناجم عن صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بتداعيات على الاقتصاد الأمريكى قد تقضى على جانب من الانتعاش الذى تحقق منذ تولى أوباما منصبه فى أوائل عام 2009 فى ذروة الأزمة المالية.
وفى وقت سابق من الأسبوع أبطلت خطة أوباما لإبعاد شبح الترحيل عن ملايين المهاجرين غير الشرعيين عندما عجزت المحكمة العليا عن اتخاذ قرار فى هذا الصدد.
وقبل أسبوعين أثار أسوأ حادث إطلاق نار فى التاريخ الأمريكى الحديث بأحد أندية المثليين فى أورلاندو تساؤلات عن الكيفية التى يتعامل بها أوباما مع التطرف فى الولايات المتحدة ليذكر هذا الحادث الشعب بفشله فى إقناع الكونجرس الأمريكى بتشديد قوانين السلاح.
وقال جاستين فون أستاذ العلوم السياسية بجامعة بويز: إن هذه الانتكاسات تظهر الحدود التى تحكم ما يمكن لأى رئيس أن يتخذه من تدابير.
وقال براندون روتنجهاوس أستاذ العلوم السياسية بجامعة هيوستون: إن الانطباع السائد أن إدارة أوباما عجزت عن السيطرة على مصيرها السياسى قد يكون له أثره على حكم التاريخ على الفترة التى قضاها أوباما فى البيت الأبيض.
موضوعات متعلقة..
- واشنطن بوست: بريطانيا العظمى ربما تتقلص فى المستقبل لتصبح فقط إنجلترا الصغيرة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة