سحر طلعت

نصيحة ناصر الدسوقى لوزير التعليم

الإثنين، 27 يونيو 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توتر وقلق وترقب، دعوات صاعدة للسماء من قلوب الأمهات الساهرات ليلا بجوار أبنائهن الطلبة وهم يراجعون ويستودعون آخر صفحات المواد الدراسية تمهيدا للامتحان الذى يكرم فيه المرء أو يهان .

حالة من الطوارئ القصوى تفرض فى البيوت المصرية التى رفعت شعار " احترس فى بيتنا ثانوية عامة " "احذر لدينا طالب مستقبله على المحك" ، فى بلد معظم شبابها لا يعملون فى مجال دراستهم ومؤهلاتهم، إلا أنهم مازالوا يحتفظون ذهنيا بفكرة " بلد شهادات صحيح " .

"و"ماله ندفع دم قلبنا دروس و كتب وملازم بس يجيب مجموع ، يدخل جامعة ونتعب شوية لاحسن يفضل طول عمره تعليم متوسط ومايلقيش شغل ."

تعب أولياء الامور ومحاولات الأبناء للخلاص والخروج من عنق الزجاجة "الثانوية العامة " التى تحولت الى عقدة تنتهى مؤقتا فور خروج الطالب من لجنة الامتحان ليعلن لاسرته بكل ارتياح "حليت"، ومع العد التنازلى وانتهاء مادة دراسية وراء الاخرى تلتقط الأسر الانفاس تمهيدا لاستقبال مرحلة أخرى، وهى انتظار النتيجة وتوابعها ..

لكن الضغوط زادت ومع الوقت تدخلت التكنولوجيا بشكل سلبى فى المعادلة ، ضد الطلبة وأسرهم فبدل ان ينتهى الامر أصبح هناك هاجس تسرب الامتحانات وانتشارها على صفحات التواصل الاجتماعى ، الواحد تلو الآخر وسط عجز وتخبط كبير من مسئولى وزارة التربية والتعليم والتى رسبت وبجدارة فى اختبار الثقة وتأمين كافة الاختبارات ، وبدلا من عقد اجتماعات أو اتخاذ موقف متشدد مع المتسربين او الضرب بيد من حديد على المتسببين فى تلك الكارثة التعليمية ، امتد" الهم " للاسر مع الغاء مسؤلى وزارة التربية والتعليم لامتحان الديناميكا الذى ثبت تسريب الأسئلة بها وتأجيل بقية الامتحانات للأول من يوليو المقبل على امل ان تستطيع وزارة التعليم وعلى رأسها الوزير فى إصلاح الخلل وسد ثغراتها التى أدت الى عدم محافظتهم على سرية ورق الامتحانات .

" اتق شر المثقفين اذا انحرفوا" مقولة رددها ناصر الدسوقى أو محمد رمضان فى مسلسله الاسطورة الذى تنطبق تماما على حالة الطلبة، الذين حاولوا الدفاع عن احلامهم وعدم إلغاء امتحاناتهم أو تأجيلها من خلال اعلانهم عن غضبهم بالهتافات واللافتات التى حملت ذات المعنى مع التظاهرات تنفيسا عن طاقة الغضب بداخلهم .

أسئلة عدة طفت على السطح فور ترديد ذلك الأمر أولها ماهو القرار السياسى الذى سيتخذ فى حالة تكرار تسريب المزيد من اسئلة المواد الدراسية التى تم تأجيلها ، هل سيتم اقالة الوزير وتعديل المنظومة كلها ، هل سينتظر صناع القرار المزيد من الضياع ام سيتدخلون لحل الامر و الآن ، ما مصير المجتهدين الذين اعتمدوا على جهدهم فقط وسط فئة قامت بالغش ؟! ما ذنب آلاف الطلبة الذين الغيت امتحاناتهم بجرة قلم مع تخاذل وضعف وتفكك منظومة المراقبة التعليمية فى مصر، التى فشلت فى الحفاظ على سرية بيانات اوراق الأسئلة، ماهى الخطوات التى ستتخذها وزارة التربية والتعليم لإيقاف مهزلة تسريب الاختبارات لها وكأنها كيان مستباح لا رقيب او حسيب ، وهل قانون العقوبات او المشرع المصرى قام باستحداث مادة لمعاقبة وبشكل حاسم كل من تسول له نفسه تسريب الامتحانات ام ان الامر سينتهى كعادة الاشياء الى مجرد عقوبات بسيطة لا تتناسب مع الكارثة التى يتعرض لها الطلبة .. وهل نحاكم من سرب الامتحانات ام من سمح له بالاصل فى ذلك ، ما هو المطلوب حتى نأمن مكر شاومينج ووقف تسريب الامتحانات المتكرر.

مستقبل جيل باكمله مرهون بكيفية ادارة المشهد الحالى بحكمة واقتدار ، وإلا ستتزايد التظاهرات والاعتصامات والغضب لشباب قد تضيع من عمرهم سنة دراسية كاملة أو تؤجل أحلامهم عدة شهور بسبب ترهل المنظومة التعليمية .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة