نواصل الحديث عن شهر رمضان الكريم وما ينبغى للمسلم أن يكون عليه أثناء الصيام، إذا كنا فى شهر رمضان الكريم الذى جعله الله عز وجل موسما لطاعته والتصالح فيه مع الخلق والخالق فإن على الصائم أن يستغل هذا الشهر فى التقرب إلى الله عز وجل وتصحيح مساره وسيرته وطريقته وكيفية عمله هو موسم يستطيع الصائم فيه أن يتوب إلى الله عز وجل.
فعلى الصائم وهو يقرأ فى كتاب الله عز وجل أن يعلم بأنه يوما من الأيام سيقف بين يدى الله عز وجل يسأل عن أعماله كلها، وإذا استعرض أعماله السابقة ما بين رمضان الذى مضى ورمضان الذى هو فيه سيجد كثيرا من القصور والبعد عن طاعة الله عز وجل مع أنه فى رمضان الذى مضى تعاهد وعاهد الله، وعاهد نفسه ودعا الله كثيرا بأنه سيتوب إليه، ومن رحمة الله عز وجل بنا أن باب التوبة مفتوح لا يغلق وأن الصائم والمسلم إذا عاهد الله عز وجل على التوبة ثم لم يلتزم بهذا وعاد فعصى الله عز وجل ثم عاد فتاب إليه قبله رب العالمين.
ومن أعظم المنح الإلهية التى أهداها رب العالمين لرسولنا صلى الله عليه وسلم أنه جعل باب التوبة مفتوحا إلى قرب نهاية مسيرة الدنيا وبداية الآخرة، فرسولنا صلى الله عليه وسلم حين دعا كفار قريش أن يتوبوا وأن يدخلوا فى دين الله عز وجل طلبوا شرطا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن حققه دخلوا الإسلام، فقالوا إن كنت تريد أن ندخل فى دين الإسلام فاسأل الله عز وجل أن يقلب لنا جبل الصفا ذهبا فإن انقلب ذهبا آمنا بك وصدقناك، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يعلم أن هذا مقدور وميسور بالنسبة لله عز وجل، فما إن يقول رب العالمين للجبل كن ذهبا فيكون.
فتضرع رسولنا إلى الله عز وجل بأن يقلب جبل الصفا ذهبا فنزل جبريل عليه السلام فقال يا محمد السلام يقرؤك السلام ويقول لك إن شئت انقلب الصفا ذهبا شريطة أن من بقى على الكفر أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة فمن تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عز وجل عليه.
فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم باب التوبة وحسن الاختيار فلو انقلب الصفا ذهبا ما آمنوا برسولنا صلى الله عليه وسلم ولانشغلوا بتقسيمه وتقاتلوا عليه، وما كان لنا أمل فى التوبة والرجوع إلى الله عز وجل، ولكن باختيار هذا المسلك وهذا الخيار باب التوبة مفتوح لمن أراد أن يتوب وعلينا جميعا أن نبادر بالتوبة قبل فوات الأوان.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة