د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: العبقرية المغشوشة

الجمعة، 03 يونيو 2016 04:01 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: العبقرية المغشوشة داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثير من الأشخاص يظنون أن قدرتهم على التآمر على الآخرين هو قمة الذكاء، وربما يتباهون بهذه التصرفات لقدرتهم على الإيقاع بغيرهم، ونصب الفخ لهم، ويعتقدون أنهما بهذا يتسمون بالدهاء والحيلة، وينسون أن الحياة ترد لهم ما يفعلونه بغيرهم، وأنها خير منتقم، وأن من يظن أن أفعاله تقف عنده، وأنها لا تلف حتى تصل إليه ثانية، فهو مخطئ، فالحياة كالدائرة، ولا تنسى من يحيا عل أرضها، ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وأصل هذا المثل يرجع إلى أنه كان هناك اثنان من الأخوة، أحدهما قد رزقه الله بنعمة الجاه والمال، والآخر فقير وأعمى، وكان للأخ الغنى جلسة أمام بيته، يجلس فيها مع أصدقائه من التجار، وأصحاب الأموال، وفى كل صباح كان الأخ الفقير يأتى لزيارة أخيه بدافع واجب الأخوة القائم بينهما، وكان يضرب بعصاه الأرض يمينًا ويسارًا، الأمر الذى كان يسبب إزعاجًا لأخيه، والإنزال من مكانته كتاجر مرموق، فما كان من الأخ الغنى إلا أن فكر فى مكيدة يتخلص بها من أخيه، وأعطى أمرا لخدمه بحفر حفرة كبيرة أمام البيت، وأمرهم بالاستعداد لكى يقوموا بردم الحفرة بعد وقوع أخيه فيها، وبعد صلاة الصبح رجع الأخ الغنى صاحب الفكرة إلى بيته، ونسى المصيدة التى أعدها لأخيه، فوقع فى حفرته، وأسرع الخدم بردم الحفرة ظنًا منهم أن الذى وقع فيها هو صاحبهم الأعمى، وبعد أن أشرقت الشمس جاء الأخ الفقير كعادته يضرب الأرض بعصاه، فَدُهِش الخدم عند رؤيته، وأخذ كل منهم ينظر إلى زميله، ولسان حالهم يقول: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها".

وعليه، فلابد لنا ألا نفكر فى تدبير المكائد للآخرين، أو النيل منهم حتى لو تسببوا فى إيذائنا؛ لأن القدر كفيل بإعادة حقوقنا إلينا، وعلينا أن ندرك أن ما نفعله بغيرنا لن يؤذى أحدًا سوانا، وأن العبقرية ليست فى تدبير الحيل والمكائد، فهذه حقًا هى العبقرية المغشوشة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة