اقترب شهر رمضان من أن يجمع أشياءه ويعود إلى ربه شاهدا لنا أو علينا، ونسأل الله القدير أن يكون رمضان شاهدا لنا عند الله عز وجل لا علينا، مع كثرة تقصيرنا، لكن الله عز وجل يقبل القليل من العمل إذا كان خالصا لوجه الله عز وجل.
وفى هذه الأيام المتبقية من شهر رمضان ونحن نستعد لتوديعه الكثير من الخير، علينا ألا نفوت شيئا منه، وأن نجتهد إلى الله عز وجل قبل أن ينتهى شهر رمضان، وأن نستغل الفرصة التى نحن فيها، حيث كفانا الله عز وجل شر الشياطين التى تفسد علينا صفو العبادة وتبعدنا كثيرا عن طاعة الله عز وجل، وكفانا شر أنفسنا بالتضييق عليها بالجوع والعطش، فقبل أن ينتهى شهر رمضان نجتهد فى طاعة الله عز وجل والتقرب إليه وكثرة التصدق وصلة الأرحام والتصالح مع الناس حتى لا يفوتنا شىء مما ادخره الله عز وجل للصائم قبل أن نودع شهر الصيام.
أما إذا تغافلنا وغفلنا فإننا سنجد أنفسنا فى شوال وقد فاتنا الكثير من الخير الذى كان يمكن أن نحصل عليه فى شهر رمضان، ويوم نقف بين يدى الله عز وجل نندم كثيرا أننا تركنا رمضان يرحل دون أن نحمله بشهادات يشهد بها لنا عند الله عزو جل، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قد قال لنا فى الحديث الصحيح: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد عند الله يوم القيامة يقول الصيام أى ربى منعته الطعام والشراب فشفعنى فيه، ويقول القرآن أى ربى منعته النوم فشفعنى فيه، فيشفعان».
فما أحوجنا إلى شفاعة الصيام وما أحوجنا إلى شفاعة القرآن، نسأل الله عز وجل أن يشفعا لنا مع شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم يوم نقف بين يدى العزيز الجبار الغفور الرحيم.
وإلى لقاء آخر بإذن الله، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.