أكرم القصاص

شاهندة.. درس فى السياسة والتسامح

السبت، 04 يونيو 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نضال ماضى مستمر



الراحلة العظيمة شاهندة مقلد.. تصلح نموذجا يلخص حال السياسة والاستقطاب.. شاهندة ظلت طوال حياتها تواصل نضالها، وواجهت مع زوجها الراحل صلاح حسين منذ الستينيات تحديات ومحنا وامتحانات مستمرة، بدءا من مواجهات الإقطاع فى كمشيش، وسقوط زوجها صلاح حسين قتيلا بأيدى الإقطاع.

ثم واصلت نضالها وعملها العام مع الحركة الطلابية، وداخل اتحاد النساء التقدمى بحزب التجمع، وهو أحد أهم قواعد العمل النسائى فى الثمانينيات.

ومن تابعوا السياسة فى السبعينيات والثمانينيات يعرفون أن شاهندة لم تغب عن أى حدث من الأحداث الكبرى، وكانت دائما فى صفوف الناس، تدافع عما تعتقد أنه صحيح، وحتى ثورة يناير و30 يونيو.

بعد رحيل شاهندة توالت ردود الفعل من كل الأطراف التى عرفتها تنعيها وتعترف بفضلها، ومن بين هؤلاء من كان يختلف مع شاهندة مقلد، ومن كان ينفى تاريخها النضالى، لمجرد أنه يختلف مع رأيها.

ضمن حالة مزايدة تمثل أحد أبرز أمراض العمل السياسى، والتى تقوم على الاستقطاب، وتغيب القدرة على نسج حوارات بين مؤيد ومعارض، فى سياقات ممكنة مثل الحياة. هناك دائما درجات للتأييد والمعارضة فى السياسة والثقافة، والخلاف والاختلاف ضرورى، وإلا يكفى أن يوجد نسخة واحدة من كل شخص.
هناك فيلم وثائقى يرصد كيف يمكن أن تستمر الصداقة مع اختلاف الآراء الفيلم «أربع نساء من مصر»، يرصد أربع صديقات اتفقت بداياتهن، واختلفت توجهات كل منهن دينيا واجتماعيا وسياسيا، ومضت كل منهن فى طريق، كانت من بين الأربع شاهندة مقلد المناضلة فى الحركات الطلابية والقومية، من أجل حقوق الفلاحين واتحاد النساء التقدمى.. ثم وداد مترى صحفية وناشطة، والمرأة الوحيدة المنتخبة لاتحاد الطلاب فى جامعة القاهرة 1951.، وصافيناز كاظم، صحفية وناقدة مسرحية وكاتبة درست النقد والأدب فى الولايات المتحدة، وغيرت وجهتها نحو التدين والتحجب، وأمينة رشيد المثقفة اليسارية وأستاذ الأدب الفرنسى فى جامعة القاهرة.

أربع نساء يتبادلن والمناقشات عن مصر والسياسة والثقافة والدين، وينتقلن بين الماضى والحاضر، مع خلاصة من تجربة كل منهن الخاصة. التى قد تقترب أو تبتعد عن الأخريات، لكن يبقى رباط الصداقة قادراعلى تجميعهن. مع اختلاف الإيديولوجيات والمعتقدات.

شاهندة إحدى النساء الأربع، وهى ككثير ممن يمارسون العمل السياسى والنضالى، ويمكن الحكم عليهم من مجمل الأعمال، لكن أمراض السياسة لدينا تمنع ذلك، وتضع المختلفين فى أقطاب مختلفة. إنه درس شاهندة فى النضال والسياسة والتسامح لمن يريدون التعلم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة