حزنت كثيرا عندما سمعت خبر وفاه أسطورة الملاكمة الأمريكى الجنسية المسلم الديانة وبطل العدالة الاجتماعية، وأحد أعظم الرياضيين، عن عمر ناهز 74 عاما محمد على كلاى والذى لم نعشقه لأنه أسلم فقط ولكن لأنه مواطن حلم بالحرية والمساواة ونالها فى بلد ظاهرها الديمقراطية والحرية وباطنها العنصرية والعبودية إنها أمريكا التى نجح كلاى فى أن يحطم قيود الرق واللون عندما نجح فى أن يكون أسطورة حقيقية فى حلبة الملاكمة وأن يحقق انتصارات فى هذه الحلبة خلدت اسمه وحول الملاكمة من صراع الأجساد إلى صراع العقول، وعندما نجح كلاى فى أن يتحدى النظام الأمريكى ويرفض المشاركة فى حرب فيتنام مثله مثل الآلاف الذين رفضوا هذه الحرب العنصرية كتب الرجل أسطورته التى لو كانت فى عهد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابى "داعش" لربما فكر ألف مرة قبل أن يعلن إسلامه خاصة وأن الميديا الغربية تلصق الإرهاب بالإسلام وجرائم داعش بالدين الحنيف، وتخيل معى لو أن كلاى ظهر مع عنصرية ترامب المرشح الأمريكى الذى حول كل الأمريكان إلى عنصريين بسبب سياسيته العنصرية تجاه كل مسلم بالتأكيد لو كان كلاى موجودا فى عهد المرشح الأمريكى لتم طرده وإهانته على يد ترامب وجماعته.
والحقيقة أن كلاى أعطى لهذا المرشح العنصرى درسا فى الانتماء وهو ما ذكره تقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن الملاكم الشهير، كما عرف بأدائه منقطع النظير فى الحلبة، فقد عرف عنه امتلاكه لعقل ذكى، وحصافة لسان غير معهودة، وهذا أمر من الواضح أنه لم يقل مع التقدم فى السن، على الرغم من معركته الطويلة مع مرض «الشلل الرعاش».
وأعاد تقرير الصحيفة البريطانية إلى الأذهان الرسالة التى كان قد وجهها كلاى إلى المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية، «دونالد ترامب»، والتى أدان فيها دعوة الملياردير الأمريكى لحظر دخول المسلمين ـ بصفة مؤقتة ـ إلى الولايات المتحدة.
وقال التقرير إن أكثر المسلمين شهرة فى الولايات المتحدة، وجه رسالة قوية للملياردير الأمريكى فى بيان لم يتعد 132 كلمة.
فبعد أن أعلن ترامب خطته لفرض حظر على جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، أدان ذلك الملاكم الأمريكى بقوله:
" أنا مسلم، وليس هناك فى الإسلام ما يدعو إلى قتل أناس أبرياء فى باريس، سان بيرناردينو، أو فى أى مكان آخر فى العالم. المسلمون الحقيقيون يعرفون أن العنف الوحشى من أولئك الذين يطلق عليهم (الجهاديين الإسلاميين) يتعارض مع مبادئ الدين ذاته.
"ونحن كمسلمين يجب أن نقف لأولئك الذين يستخدمون الإسلام لتنفيذ أجندتهم الشخصية الخاصة. إنهم بذلك يدفعون الكثيرين بعيدًا عن أن يعرفوا الإسلام؛ فالمسلمون الحقيقيون يعرفون أو يتوجب عليهم معرفة أن محاولة إكراه الغير على اعتناق الإسلام هو أمر يتعارض مع ديننا».
«باعتبارى شخص لم يتهم أبدًا بالمحاباة السياسية، أعتقد أن على قادتنا السياسيين أن يستخدموا مواقعهم لتحقيق التفاهم حول الدين الإسلامى، وتوضيح أن هؤلاء القتلة المغرر بهم قد حرفوا وجهات نظر الناس حول حقيقة الإسلام».
وذكر التقرير أن كلاى، الذى فاز ببطولة العالم ثلاث مرات فى الوزن الثقيل فى رياضة الملاكمة، والذين اعتنق الإسلام فى عام 1975، لم يشر صراحة إلى ترامب، فقد صدر بيانه تحت عنوان «مرشحون للرئاسة يدعون لحظر هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة"
إذا سيظل الأسطورة محمد على كلاى متربعا فى قلوبنا ليس بسبب إسلامه فهناك ملايين المسلمين من يسيئون للإسلام ولكن بسبب عظمة هذا الأمريكى الذى نحمد الله جميعا أنه ولد وعاش وحقق البطولات فى زمن خالٍ من تنظيم داعش الإرهابى وتنظيم ترامب العنصرى وكلاهما هما الصورة السيئة للإنسانية الآن، فالأول يسىء إلى ديانة عظيمة والثانى يسىء إلى بلد متحضر اسمه أمريكا التى مهما اختلفت مع بعض سياسيات قادتها وانحيازها الكامل لإسرائيل إلا أننا يجب أن نعترف أنها أرض الحرية التى جميعنا يتمنى أن يعيش فيها بشرط أن تكون خالية من ترامب وداعش. رحم الله الأسطورة محمد على كلاى وأدخله جناته اللهم آمين.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ناديا
اسلامه سبب شهرته