أحمد المحروقى يكتب: أجمل أيام العمر

الجمعة، 01 يوليو 2016 12:00 م
أحمد المحروقى يكتب: أجمل أيام العمر كحك العيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الماضى عندما كان يقترب شهر رمضان الكريم على الرحيل ومع اقتراب عيد الفطر المبارك كانت البيوت المصرية تعيش فى روحانيات لا يمكن أن يشعر بها إلا من عاش تلك الفترة وشعر بحلاوة لمة الأسرة للاحتفال بالعيد من قبل أن يأتى العيد.

كانت تتجمع نساء وأطفال العائلة فى منزل واحد.. وفى الغالب يكون منزل أكبر أفراد العائلة للقيام بتحضير وعمل أجمل ما يمكن أن تشتم رائحته فى تلك الأيام.. وهو (كحك العيد).. أنه اختراع بكل المقاييس.. وكانت تتباهى النساء ببراعتهن فى إخراجه ناعماً وصغيراً ومتوازن المكونات.

كانت أجمل فرحة يعيشها الأطفال فى تلك الأيام... فرحة كانت تجبر خاطر القلوب لفراق الشهر الكريم... فقد كانت القلوب تعتصر ألماً لفراق شهر المحبة والخير ولكن بهجة الأسرة بقدوم العيد كانت تعطى نوعاً من الصبر على فراق رمضان.

فما كانت هناك فرحة تضاهى فرحة الأطفال وهم يلعبون بالعجين (بالمنقاش) وعمل أشكال من الكحك ليس لها مثيل وما أحلاها فرحة عندما يخبز ما عملت أيديهم.. فرحة لا يتخيلها بشر كان يعيشها الأطفال الصغار والكبار فى تلك الأيام، وفرحة حمل (صاجات الكحك) والذهاب بها إلى الفرن وانتظار خروجة لا تقدر بثمن.. كانت أجمل سهرات العمر.

كان كل أهل بيت يقوم بتحضير أطباق من الكحك لكل الجيران فى البيت وكان الأمر يصل إلى بعض الجيران فى الشارع ثم يعود الطبق إلى أصحابة مليئا بما صنع أهل البيت من الجيران من طعام أو حلويات.

كانت هناك محبة بين الناس.. حب الجار لجاره.. ومشاركته حياته بحلوها ومرها حتى المشاركة فى الطعام.. للأسف لم تعد موجودة هذه الحياة الآن... فأصبح الجار لا يعرف من هو جاره فى الشقة المجاورة له ولا يعرف أسماء من يشاركونه السكن فى المنزل.

ورحلت أجيال الحب والخير والمحبة وخرجت أجيال ألهتها الدنيا عن كل شىء جميل وتركت ماضى لو عاشوه لدمعت عيونهم حزناً عليه.... أجيال أصبحت تهنئتهم لبعض فى العيد عبارة عن رسالة على الواتساب وربما تكون (باقة الانترنت نفذت) فيكون عذرا له... ويرحل رمضان والعيد وبعض أفراد الأسرة الواحدة لم يهنئون بعضهم بعضا بقدوم أجمل أيام الله.
اللهم أعد علينا أيام الماضى لنعيش أياما افتقدناها ونشتاق إليها









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة