أكرم القصاص

حكاية أردوغان والتونسى والداعشى

الجمعة، 01 يوليو 2016 08:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مطار أتاتورك بإسطنبول كان التونسى فتحى بيوض ذاهبا للقاء ابنه المنتمى لداعش وإنقاذه، لكنه مات فى تفجير يرجح أن داعش نفذه، الثلاثاء الماضى، وقتل فيه أكثر من خمسين وأصيب مئات، لم ينقذ الأب ابنه ومات بتفجير نفذه تنظيم ينتمى إليه الابن.

ترك العميد طبيب فتحى بيوض وهو طبيب بالجيش التونسى بلاده وتوجه إلى تركيا ليلتقى ابنه الداعشى، الابن من بين آلاف التونسيين تركوا تونس قبل أشهر إلى تركيا برفقة صديقته ومنها إلى سوريا وانضما إلى داعش، وحاربا فى صفوف التنظيم، قبل أن يعبرا من جديد لتركيا، حيث تم القبض عليهما فى مركز حدودى تركى. الأب سافر للقاء ابنه فى تركيا، فى محاولة لإنقاذ ابنه من الاعتقال بتركيا، أو إنقاذه من داعش، لكن الرجل راح ضحية تفجير إرهابى بالمطار.

الابن الشاب من عائلة ميسورة يدرس فى كلية الطب، واحد من بين آلاف التونسيين انضموا إلى تنظيمات إرهابية تقاتل فى سوريا. يساهمون ضمن حرب بالوكالة تشارك فيها كثير من الأجهزة والأطراف المحلية والدولية وصناعة فوضى باسم جهاد خائب. الأب التونسى كان يراهن على أن ينقذ ابنه من السجن ومن داعش، لكنه كان على موعد مع داعش وتفجير قتله مع آخرين. ربما كان الأب يفكر فى السبب الذى قاد ابنه الذى علمه جيدا وأنفق عليه جيدا، إلى داعش، كيف اختطف الإرهابيون عقله. وحولوه لماكينة قتل مثل آلاف الشباب التونسى والعربى بل والأوروبى، وقبل أن يستوعب الأب الفكرة راح ضمن واقع يزدحم بالمفارقات. المفارقات لا تتوقف.. تركيا التى استهدفها داعش، كانت محطة دخول وخروج أعضاء تنظيم داعش والنصرة والمسلحين. وإشارات لما يشبه اتفاق عدم الاعتداء بين القوات التركية والميليشيات فى سوريا، هناك اتهامات روسية لبلال ابن أردوغان بمشاركة داعش سرقة وتهريب النفط من سوريا والعراق. وتقارير وصور لإرهابيين يتلقون العلاج فى مستشفيات تركية. نظريا تركيا عضو فى تحالف يفترض أنه يحارب داعش، فعليا التصادم التركى الروسى وقع عندما أعلنت روسيا قصف داعش. اليوم تركيا تحاول ترضية روسيا عن إسقاط الطائرة الروسية قبل أشهر، وتواجه عشر تفجيرات فى شهور كان أشدها فى المطار.

المفارقة التركية تتوازى مع مفارقة الطبيب التونسى فتحى بيوض الذى ساقته الأقدار إلى حتفه فى التفجير الانتحارى لتنظيم داعش. وبدلا من أن ينقذ ابنه راح هو نفسه ضحية داعش، وتركيا تواجه إرهابا نما وترعرع على أراضيها، مثل كل من فكر فى ركوب النمر، ولا تتوقف مفارقات الصراع والسياسة بالشرق الأوسط.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة