فجأة، أصبح وزير الخارجية سامح شكرى هدفا للهجوم الرخيص بعد زيارته إلى إسرائيل ولقائه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لدفع عملية السلام المجمدة منذ سنوات على المسار الفلسطينى، ووصل الأمر ببعض الموتورين والمفضوحين إلى فبركة صور لوزير الخارجية يبدو فيها منحنيا فى مصافحته لرئيس الوزراء الإسرائيلى، وبالطبع تم نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعى، وما أدراك ما مواقع التواصل حيث الجهل كله والتربص والتعامل السريع مع الكذبة باعتبارها حقيقة منزلة من السماء والمعارضة المتشنجة دون فهم أو احترام، هذا عن أصحاب الحسابات المعلومة، أما أصحاب الحسابات المزيفة والمختفون وراء أسماء وهمية واللجان الإلكترونية فحدث ولا حرج.
يضاف إلى كل هؤلاء السياسيون المزايدون الذين مازالوا يعيشون داخل جلباب دول الرفض ومعسكر الصمود والتصدى دون أن يتحركوا فى أى اتجاه لا المقاومة المسلحة ولا الحوار الإيجابى ولا حتى بذل أى جهد فى إطار لم شمل الفرقاء الفلسطينيين وتوضيح أن الانقسام والاحتراب والانفصال بين الأشقاء وقت الحرب بحثا عن مكاسب زائلة وسلطة وهمية هو عار لا يمحوه الزمن.
لا الذين فبركوا صورة للوزير الهمام سامح شكرى ولا المزايدون التقليديون على زيارته لإسرائيل يدركون أبعاد المشهد المصرى والعربى الذى تحاول القاهرة والقاهرة بمفردها بعث الأمل فيه من جديد، وإدارة المصالح العربية وفق الثوابت الراسخة، وفى القلب منها القضية الفلسطينية التى جرى التوافق الفلسطينى والعربى بشأن التفاوض لانتزاع الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية، هذا هو الموقف المصرى الصلب الذى لم يتغير، مع تحولات الفوضى ومع استخذاء البدو الرحل ومع لعب الخونة دور المحلل لكل عدوان إسرائيلى جديد وتوظيف أموال النفط والغاز لتحقيق المصالح الإسرائيلية العليا بإحداث الانقسام الفلسطينى وتجذيره ورعاية الانشقاق الذى تقوده حماس فى غزة.
الموقف المصرى الذى أعلنته القيادة السياسية ويسعى إلى تنفيذه وزير الخارجية، يتحرك على اتجاهين متوازيين، الأول هو إنقاذ القضية الفلسطينية من الضياع بإنجاز مصالحة حقيقية ودائمة بين الفرقاء الفلسطينيين الموزعين بين رام الله وغزة والممنوعين من الالتقاء والحوار والمصالحة بفرمان إسرائيلى أمريكى وبأموال بعض دويلات الخليج، وتم قطع شوط كبير فى هذا الاتجاه انطلاقا من الثوابت الفلسطينية الدائمة.
الاتجاه الثانى هو إعادة القضية الفلسطينية ومحادثات السلام إلى الحياة من جديد بعد أن تم وأدها بفعل فاعل غربى وعربى معا، فلا يخفى على أحد أن مشروع الفوضى الخلاقة الذى ضرب المنطقة العربية وكسر عظام سوريا والعراق وطال المقاومة فى لبنان، وحاول النيل من الجيش المصرى، كان الهدف منه منح إسرائيل انتصارا مدويا لخمسين سنة مقبلة دون حرب مع تمكينها من ابتلاع الضفة الغربية للأبد والقدس نهائيا بالإضافة إلى شريط حدودى بطول سيناء، مما يعنى إجهاض القضية الفلسطينية نهائيا ومنح شتات الشعب الفلسطينى دولة مشوهة بين غزة وسيناء، وما تم إجهاض هذا السيناريو الكارثى إلا بموقف القاهرة الصلب فى 30 يونيو.
القاهرة أيضا، هى من تعيد القضية الفلسطينية ومحادثات السلام إلى رقم فى معادلة الواقع العربى الجديد بينما غبار الفوضى مازال يغشى العيون ويعجز القوى التقليدية المنشغلة بمأساتها وأوضاعها وحروبها الأهلية عن تقديم العون للشعب الفلسطينى، وبدلا من الالتفاف حول هذا الجهد يتلقى وزير الخارجية سهاما مسمومة من الجهات التى لا تريد بعث القضية الفلسطينية من رمادها أو تسعى للتتطاوس والمباهاة بتحرك تشتريه بالمال ظنا أنها بذلك تكتسب مكانة وتأثيرا!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سعد
بعيدا عن الزياره انته شابف
عدد الردود 0
بواسطة:
نور
عندي سؤال لو سمحتم