نبحث عن الأمل فى كل الوجوة.. فى كل صباح.. فى كل أخبار الصحف فلا نجده؟! نترقب من يحمل إلينا ما يسعد القلوب فيبدو قليلا شحيحا.. فهل نستسلم لواقع ينقل لنا وجهه القيبح، أم نسعى للبحث والتفتيش عما يبعث الأمل فى الغد حتى لا نموت كمدا، هذا ما قررت أن أفعله فى الفترة المقبلة، لن أجتر الماضى، ولن أبحث عن الإحباط، سأنقب عن السعادة كما ينقب مهندسو البترول عن الذهب الأسود.. سأظهر الكنوز وأضىء الإنجازات الصغيرة لتبدو كبيرة ضخمة، فنحن فى زمن نحتاج فيه لكل فرحة.. لكل دفعة للأمام.. لكل ابتسامة ترتسم على الشفاه التى أدمنت الحزن وبكت من القهر فى كل شىء.
كم أسعدنى حقا ذلك الحدث الذى قرأته فى عدد من الصحف والمواقع الذى يصفق لهبوط أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية فى مطار القاهرة الدولى، وكان فى استقبالها وزير الطيران المدنى شريف فتحى المتميز بنشاطه وتصريحاته.
هذه الطائرة السويسرية التى قامت منذ عام من أبوظبى فى رحلة طافت بها عدد من البلاد، وكانت آخر جولاتها مصر وتعود إلى أبوظبى قريبا.
ما قاله كابتن الطائرة يعتبر وساما على صدر مصر وحضارتها، فقد أكد أنه وقع الاختيار على مصر، لأنها بلد الحضارات، ولأنها من البلاد التى كانت الشمس لديها بمثابة إله، وأنه لم تكن هذه هى زيارته الأولى لمصر، بل إنه جاء بمنطاد قبل ذلك لكن كانت أمنيته أن يستطيع الطيران بمنطاده إلى الأهرامات لكن لم يسعفه الأمر. وقال عن تجربة الطيران بطائرة تعمل بالطاقة الشمسية لتجربة جرئية ومبهرة وكل حلم تكون بدايته غير معقولة، كما كان حلمهم منذ 13 عاما والآن تحول إلى حقيقة تطير وتحلق.
ودعا القيادة السياسية فى كل العالم ضرورة الاهتمام بهذا الإنجاز، وأن الطاقة الشمسية هى أمل جديد لا ينبغى تجاهله، فهو المستقبل لطاقة نظيفة بدون أخطار.
فى حين أن وزيرنا الهمام شريف فتحى قد التقط خيط الحدث واستغله بكل رشاقة وحرفية، فقد صرح بأن هبوط أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية «سولار امبلس 2»، اعتراف دولى بالأمن والأمان فى مطارات مصر، ويساعد كثيرا فى الترويج السياحى فى الفترة العسيرة التى تمر بها مصر من ركود سياحى واضح.
كم كان جميلا أن نصفق لأولئك الرواد فى كل مجال، ولكن الأشد جمالا أن نقف خلف كل بصيص أمل فقائد الطائرة ومساعده استمروا طوال 13 عاما لديهم يقين بأن أملهم سيتحقق.
والآن جزء من استمرار الإحساس بالانتعاش الذى أصابنى، وأنا أقرأ الأخبار الإيجابية أن يصل هذا اليقين بتحقيق الأحلام لكل شاب قرر أن يخدم بلاده، وأن يفكر ويتعب ويخترع ويمثل مصر فى كل مجال.
فى كل يوم يولد مخترع صغير يحتاج إلى يد تسانده، فى كل يوم يكون هناك شاب أو شابه فى حاجة إلى دعم الدولة ومؤسساتها لكى تستمر الحياة، ولن أعدد الاختراعات التى ملأت مكاتب الوزارات المعنية فى مصر، لكننى أدعو كل من يملك سلطة المساعدة وتقديم العون أن يمتلك من الجرأة والاستيعاب والإيمان بالموهبة وتقديرها لكى تتحول حياتنا إلى أخبار سارة نسمعها فى كل يوم صغيرة كانت أم كبيرة الأهم أن تكون ذات فائدة وتفتح أبواب من الأمل. فكفانا اهتماما مفرطا باكتشاف المواهب الغنائية والتمثيلية، ودعونا نبنى مصر بسواعد شبابها وعقول مخترعيها، فهم الأولى بالاهتمام والتقدير حتى النهاية.. والاستمرار فى تحقيق أحلام المخترعين هو الكفيل فى إسعاد قلوبنا جميعا.. والمضى قدوما لمستقبل أكثر إشراقا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
ا بره في كوم قش يا ماجده
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال فهمي
الي متي نعجب بأفكار الاخرين