"العسكر والدستور" لـ"طارق عبد الجليل".. تركيا تاريخ طويل من الانقلابات

الإثنين، 18 يوليو 2016 05:00 ص
"العسكر والدستور" لـ"طارق عبد الجليل".. تركيا تاريخ طويل من الانقلابات غلاف الكتاب
كتب أحمد جودة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خضم الأحداث التى تشهدها تركيا من اضطرابات والتى لم تنته بعد رغم فشل محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته، ولنا أن نعلم أن هذا الانقلاب لم يكن الأول الذى تشهده بلاد الأناضول، فقد عاش المجتمع التركى من قبل تاريخا طويلا من الانقلابات التى تركت أثرها على الحياة السياسية والاقتصادية بالبلاد، وعززت الخلافات الداخلية لتسود حالة القمع والظلم للشأن التركى، هذا ما يوضحه كتاب "العسكر والدستور.. من القبضة الحديدية إلى دستور بلا عسكر" للمؤلف طارق عبد الجليل، والذى رصد تاريخ الانقلابات العسكرية، وعلاقة الشريعة بالجيش، وتدخله فى السياسة والحكم.

كما يتناول الكتاب التنظيمات السرية العسكرية داخل الجيش التركى الذى حاول الانقلاب على السلطة الحاكمة أكثر من مرة، ودعم الحزب الديمقراطى فى الوصول للسلطة، والذى يضم جنرالات الجيش المتقاعدين، كما يتتبع الكاتب تاريخ الانقلابات العسكرية فى تركيا على الحاكم فى أواخر الدولة العثمانية وانهيارها وحتى العصر الحديث.

ويسلط الكتاب الضوء على تاريخ الانقلابات العسكرية فى تركيا، والتى بدأت بانقلاب مصطفى كمال أتاتورك فى عام 1923، والذى أطاح بالدولة العثمانية سنة 1924، وكان الانقلاب الثانى عام 1960، عندما شكل ضباط وطلاب عسكريون تنظيما سريا داخل الجيش والانقلاب على الحزب الديمقراطى الحاكم، كما وقع الانقلاب الثالث عام 1971، بعدما تولى القيادة العليا للجيش بقيادة الجنرال كنعان ايفرين انقلابًا سلميًا وسيطروا على الحكم.

وشهدت تركيا فى عام 1997 انقلابا سمى بالانقلاب الأبيض على حكومة "نجم الدين أربكان" أو ما عرف بـ"الانقلاب ما بعد الحداثة" بعد وصول حزب الرفاة إلى السلطة سنة 1995، ووصل وحليفه الطريق القويم ليصبح الزعيم الإسلامى الراحل "أربكان" رئيسا للوزراء.

وأوضح مؤلف الكتاب أن التعديلات الدستورية التى أقرها الأتراك كانت سببا فى وضع العسكر فى مرمى النيران ، والسماح برفع دعاوى قضائية لاستجواب ومقاضاة الجنرالات القدامى بشأن قضايا الفساد والالتزام بالتصريحات الإعلامية التى تخص الشأن العسكرى فقط، والإبتعاد عن الادلاء بأى تصريحات تمس السياسة، وذلك بعد تخوف الجيش من تحول علمانية الدولة على هامش تولى عبد الله جول رئاسة الجمهورية التركية عام 2007.

وتابع الكاتب أن استفتاء 2010 الذى وافق عليه المواطنون، كانت بمثابة إنهاء لنظام الوصاية العسكرية، وشلت قدرته على التدخل فى الحياة السياسية، وتجريده من الحصانة القضائية، وأصبح بالإمكان محاكمة العسكريين أمام محاكم مدنية، وفتحت الطريق أمام مقاضاة قادة الإنقلاب العسكرى عما اقترفوه من جرائم بحق الوطن والمواطنين، والذى جرى فى عام 1980.

ورصد الكتاب محاولات حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان بإقصاء العسكر من الحكم أو الاقتراب من السياسة، وذلك بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بعدد من الاجراءات تمثلت فى جعل المجلس العسكرى الأعلى هيئة استشارية، وتلخيص مهامه فى مناقشة الموضوعات المتعلقة بالشأن العسكرى، والتصديق على قرارات ترقية العسكريين، وذلك تنفذ بأغلبية الأصوات، كما حول قيادة الامن العام إلى مؤسسة دينية، وسعيه إلى تفكيك البنية الفكرية للجنود بإعادة فرز المقررات الدراسية داخل المدارس والاكاديمات الحربية وتصفيتها من المضامين الإيديولوجية الأتاتوركية.




موضوعات متعلقة..


4 كتب تحكى تاريخ انقلابات تركيا.. "العسكر والدستور" يرصد التنظيمات السرية داخل الجيش.. و"تركيا فى الزمن المتحول" يعرض حال إسطنبول بعد سقوط الاتحاد السوفيتى والصراع بين العلمانية والشريعة











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة